بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[size=21]سُؤالٌ ابْكَى سَمَاحَةَ المُفتِيٌ : أحد مسلمي الصومال أرسل يسأل المفتي :هل يجوز صيامنا بلا سحور أو فطور ؟ ؟؟؟؟؟[/size]
" اُنثُرُواٌ القَمْحَ فوْقَ الجِبَالَ حَتى لَا يُقال جَآاعَ طَيرٌ فِيٌ بلَادِ المُسلِمِينٌ "
مقولة قالها عمر بن عبد العزيز
ربما رأيتم صورة الجوع !
صحف العالم تنشرها في أعدادها المتتالية تطبعها على ورق هش سريع التلف .
صور أُتقن تصويرها وتعديلها , وأخرى اُلتقطت على عجل لم تأبه أجهزة تصويرها بما صورته .
ولم تغير الصحف من عادات قراءها بما نشرته لهم من صور فلم يترك الكعك من يمينه إلا ليلتقط كوب قهوته .
وصورة الجوع جماعة تتلوى , تعين بعضها البعض على الموت .
وعين الكاميرا ترصد مضطربة ما يبعثونه من أنين , ومن نظرات , فأي آلة تصوير هائلة استطاعت أن تلتقطها .
أو ربما سمعتم حديث الجوع !
استجداءه في ملصقات الإغاثة ومنشوراتها .
من فم المتحدث باسم هيئات الإغاثة .
أو ربما جربتم الجوع .
لأن الطعام لم يثر شهيتكم .
أو أن الشوكة والملعقة لم تكونا مع أطباقكم .
.
و كما يحدث حين يطغى الاسم على صاحبه ويخفيه , يتحلل الجسد تحت التراب ويبقى الاسم حيا .
بقي اسم الصومال مكتوبا على الخرائط , يؤدي معنى الجوع , والصومال كانت قد ماتت .
فلم يعد من احد يسأل عن الإنسان هناك بل عن الاسم فقط يرافقه الجوع .
.
أيها الضمير لا توقظ النائمين بغتة .
دعهم يستيقظوا من أنفسهم لئلا يفيقوا بلا أراوحهم , فأراوحهم تأخذ فسحتها في التخلي عنهم , هم ميتون لبعض الوقت فقط .
سرعان ما تمل أرواحهم فراقهم فتعود إليهم , فـ يتذكرون حينها من هم وأين يسكنون ولا يحتاجون للنظر إلى ثيابهم ليتذكروا أيّ الثياب يرتدون , وأي طعام بات في بطونهم .
أولئك الجياع يوقظهم الجوع بغتة .
حتى في نومهم تبقى فيهم الروح ساكنة لا تغادرهم وقد هدها سقم الجوع .
توقظهم قرصته بغتة كل ما مر بهم النوم ساعة , يستيقظون مخلفين وراءهم حلم يُخيل لهم أن ما فوق رؤوسهم سقوفا من الطوب والإسمنت .
تداعب أنوفهم رائحة الطعام لا رائحة الجيف , وتصافح وجوههم قطرات المطر لا حرارة الشمس .
ثم يدركون أن أعينهم ما زالت مغمضة وقد بلغ بأجسادهم من سقم الجوع ما جعل بياض الحلم يسكن أعينهم .
.
يا رمضان أقبل وازرع شوكة الجوع في وسائدنا حتى لا يُتاح لنا النوم .
فهم اتخذوا الصوم عبادة طيلة أعوام ونحن أسرفنا في الاطمئنان حتى لا يبلغ الجوع بطوننا طيلة شهر .
يا رمضان أقبل واترك الجوع يُحسن عمله في هداية المتخمين بترك شيء من فراغ في بطونهم .
.
مازال الجغرافيون يبحثون في تغيرات المناخ وخطورته على شبعهم وتخمتهم واحتياطهم الغذائي .
لم يدركوا بعد أن الجوع صار دافعا إلى الحداد في تلك البلاد كما لم يبالوا بالعفن الذي تسرب إلى احتياطهم .
وأن الموت وجد طريقة أشد إيلاما من مقابلة المعدن للحم كما في بلدانهم .
لم يدركوا أنه من القسوة أن يأتي الموت صاحبه في الجفاف في العراء .
أن يأتيهم الموت جنبا إلى جنب موتى لم يكرموا بالدفن بعد , ليس لأن الأرض لفظتهم كما لفظت بذور مزارعهم .
فكما لم يعد الفلاحون فيهم يقوون على فلاحة أراضيهم لم يعد ذويهم يقوون على دفنهم عوضا عن ذرف الدموع عليهم .
فكيف ستخرج الروح ؟ .
لم يدركوا أنه الجوع يشتري رضا مناخهم حتى لا يتغير ببعض الضحايا الذين لا يرتفع ثمنهم حتى للطيور الجارحة .
.
أولئك الأطفال الجياع .
خواطرهم مكسورة , كما عظامهم الناتئة المتقوسة .
أطفال لم يعد من القسوة أن تشغلهم الدنيا عن اللعب ببعض الهم , والجوع , والهزال .
لم يعودا يحفلوا بسرب الطير ويلاحقوه بقدر ما يحاولون عبثا الفرار منه .
.
صفر .. هذا الألم الذي كتب هو في حقيقة الأمر سيعود إلى مكانه الطبيعي عند نهاية تفكيرنا .
آلاف .. تلك الأرواح التي يستدعيها الموت يسوقه الجوع .
هراء .. هو الكلام , فأي محاولة للكلام هو محض ادعاء .
ويبقى السؤال الى متى سيبقى الصومآل على هذا الحآل؟؟؟!
ان لم نستطع ان نقدم شيئا ماديا ,,, فلا نبخل عليهم برفع الأيدي والدعاء ...
عسى الله أن يرفع عنهم البلاء
اللهم ارفع الجوع والبلآء عن أهل الصومال