حلم برائحة المطـر...  13014305951
حلم برائحة المطـر...  13014305951
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 حلم برائحة المطـر...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الأسيرة
عضو جديد
عضو جديد
الأسيرة


الجنس : انثى
العمر : 43
المساهمات : 11
نقاط : 27
الميلاد : 27/12/1980
التسجيل : 16/10/2010
السمعة : 0

حلم برائحة المطـر...  Empty
مُساهمةموضوع: حلم برائحة المطـر...    حلم برائحة المطـر...  Icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 4:19 pm

حلم برائحة المطر

الآن تمطر من جديد ..منذ عام و أنا أنتظر حبات المطر لأغتسل من كل ما علق بى خلال عام كامل لم يحمل لى سوى مزيد من الحسرة و الألم .. بل أكاد أجزم أن هذا العام- الذى أترقب انقضائه فى حذر-كان الأكثر بشاعة على الإطلاق ..أذكر أننى قضيت ليلة رأس السنة الأخيرة فى الجنوب ..كنا قد انتهينا لتونا من عمل هناك .. و قررنا بشكل جماعى أن نقضى ليلتنا الأخيرة فى الأقصر ..نحتفل سوياً بالعام الجديد .. لم يكن الجو بارداً و لم تكن هناك مفاجآت فى انتظارنا ..ذهبنا إلى أحد الأماكن فى وسط المدينة لنحتسى شيئاً ..و بين الضحكات و الدخان ..كانت فتاتى السابقة إلى جوارى ..و أنا نصف ثمل ..شيئاً ما فى داخلى كان يفسد على سعادتى .. كنت أضحك و لكن الضحكة لم تكن ملئ فمى ..كنت أدرك أن شيئاً ما خطيراً سيحدث .. ربما ستحدث مشادة بيننا .. ربما سأتشاجر مع رجال الشرطة الذين كانوا يعترضون طريقنا "أنا و صديقتى الأوروبية" كثيراً بقصد السؤال عن الهوية و حماية قانون أخرق يمنع سير المصريين مع الأجانب إلا إن كان مرشداً سياحية يحمل ما يثبت ذلك .. مما سبب لى ضيقاً شديداً و ثورة على كل قوانيننا الخرقاء ..و أثار دهشتها و استنكارها...
أدركت بمرور الوقت أن شيئاً من هواجسى لن يحدث ..و أن قلقى كان على أمى التى سافرت أنا و كانت هى ترقد فى غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات العاصمة ..كانت أمى مريضة بالكبد منذ ما يقرب على خمسة عشر عاماً ..و كان دخولها المستشفى و خروجها منها أمر عادى بالنسبة لى .. كنت فقط أزورها ..كنت أراقب كيف إعتادت هى شيئاً فشيئاً أن تمارس حياتها اليومية هناك بلا اختلاف عن حياتها فى المنزل .. كانت تعشق الحياة و تحب الناس .. لها حياتها الإجتماعية داخل حدود المستشفى .. و لها أصدقاء من المرضى و الممرضات و الأطباء ..كنت أطلق على دخولها المتكرر إلى المستشفى (مرتين فى العام تقريباً) "رحلة الشتاء و الصيف " كانت بداخلها رغبة عارمة فى الحياة ..و التنزه و السفر و شراء الملابس ..و اقتناء الذهب ..خفيفة الروح..
كان بداخلى إيمان كامل بأنها أقوى من المرض على أية حال .. ذهبت لرؤيتها فى غرفة الرعاية المركزة..قبل السفر بيوم واحد ..كنت أحمل فى يدى تذاكر السفر فى قطار النوم ..و كما توقعت وجدت فرد أمن سخيف أشار لى بحركة آلية "رايح فين يا كابتن ..ممنوع" لم ألتفت إليه فقط أشرت له بالتذاكر فى يدى و قلت له ..دون أن ألتفت له" مسافر بكرة ..و عاوز أشوف أمى" حاول أن يزمجر معترضاً لكننى كنت قد أختفيت من أمامه .. تركت التذاكر لدى مكتب الاستقبال الذين طلبوا منى إلقاء نظرة سريعة دون حديث طويل ..

عندما دخلت عليها ..كانت تبدو فى غاية الأنهاك .. لا أريد الآن أن أتذكر ملامحها فى تلك الحالة .. كانوا يضعون لها ثمة أجهزة و أسلاك عدة تخرج من كل مكان فى جسدها المسكين .. تتنفس من جهاز صناعى لا يتحرك فى جسدها الطاهر سوى عينان ذابلتان ..تحاولان أن تقرأ ما وصل إليه حالها من ملامحى ..كنت أتعمد الابتسام فى وجهها أحدثها عن أشياء تحبها ..بينما اكتفت هى باْيماءات واهنة ..كنت أملأ عينى برؤيتها ..و كأنى أراها للمرة الأخيرة ..برغم يقنى بقوتها ..أكم من مرات كانت فى حال أسوأ و قاومت و عادت مرة أخرى ..كانت تتشبث بالحياة .. و الصبر ..تحيا ببقايا أمل لم تبعثره ريح اليأس بعد ..رحلت بناء على طلب التمريض .. و أنا أبتسم لها .. و أدعوها أن تقاوم من أجلى .. من أجلنا جميعاً .. أوصتنى خيراً بأختى الصغيرة ..تبسمت لها و طلبت منها أن تستمر من أجلها ..ظللت مبتسماً حتى خرجت من الغرفة ..ثم انتحيت جانباً فجأة و انهرت بكاءاً عاتياً دون مقدمات ..كنت أشعر أنها الأخيرة ..
انتهينا من سهرتنا و فرغ كل منا إلى حاله . منيت نفسى بعام مختلف ..عام أحقق فيه بعض الأحلام أسافر فيه إللى بلاد بعيدة ..جديدة ..عام شتاءه ممطر بلا توقف ..ظللت أفكر قبل نومى فى الأمر ذاته ..عدت إلى القاهرة متأخراً عن بقية الزملاء .. كنت متوتراً طوال الطريق ..فكرت بأن على زيارة أمى بمجرد العودة ..قضيت بقية يومى لدى صديقى ..كنت أستمع إلى موسيقى صوفية أدمت روحى ..و أفكر فى اللا شىء ..و أدور فى المنزل على غير هدى ..و حين غالبنى النعاس ..رقدت مستسلماً بعد أن إنتهت سجائرى و لم أجد بداً سوى النوم ..كانت الأريكة التى أنام فوقها غير منتظمة النسب ..لكننى آثرت النوم فوقها ..و دون مقدمات توغلت فى نوم مرهق ..باغتنى رنين هاتفى الخاص مرات .كنت بين اليقظة و النوم و فى كل مرة ينتهى الرنين قبل أن أرد ..ثم رنين آخر ..كان الصوت على الطرف الآخر مضطرباً ..يسألنى هل أنهيتم إجراءات التصريح؟؟!
-أى تصريح ؟؟

سألنى أين أنت ..قلت له أننى منذ الأمس عند صديق ..ماذا هنالك ..
قال لى ..ألا تعرف؟؟! ..أمك ماتت....
من بعدها لم يعد هناك من يدعو لى عند هطول المطر ..و لم أعد أهتم بالمطر كثيراً ..وإنقضى الشتاء..كثير من الفراق ..قليل من المطر ..و توالت الأحداث ..وتوالت الهجرات ..وصرت رجلاً ناضجاً كما يقولون ..لا تدمع عينه لفراق ..و لا يتأثر بحزن ..و صرت أحلم ..لكن أحلامى صارت بدون رائحة المطر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رمل البحر
مستشار اداري
مستشار اداري
رمل البحر


الجنس : انثى
العمر : 34
المساهمات : 8836
نقاط : 11403
الميلاد : 25/08/1989
التسجيل : 03/10/2010
السمعة : 7

حلم برائحة المطـر...  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلم برائحة المطـر...    حلم برائحة المطـر...  Icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 10:20 pm

للمطر رائحة حنونة تداعب الروح

ولقطراته نعومة ايدي الأطفال تداعب الوجنات

وأجمل ما في المطر عندما تستيقظ صباحاً على صوته على أوراق الشجر

وتفتح النافذة فترى اللون الأخضر يلمع مزهواً وكأنه مغلف بالألماس
الله يعطيكي العافية
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حلم برائحة المطـر...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ۩۩ @ القسـم الأدبي والشــعر @ ۩۩ :: ۩۩ @ فضاء القــصص والروايات @ ۩۩-
انتقل الى: