مَعْزوفَةُ المَسَاءْ

حين تسدل السماء ستارة اللَيل الظلمة
بضوء قَمر خجول من خلف الغيمة السوداء
أنتظر هطول النجم دون ملل علني أجد ضالَتي
قَد لـا أجده بين النجوم الخافتة في ليل الشتاء البارد
ولكني أرى ساحة العشاق واسمع معزوفات بيتهوفن
تتراقَص عليها ابتسامات الهائمون بالأجواء
والنساء بأوشحتهن الحمراء والبيضاء
بجورية خلف الأذن يعطي جمالَاً للْرقَصات
على أنفاس الرجال في كبتُ المساء وظلمة السماء
وأنغام تلك المعزوفَة الشاعرية الهوجاء
تَابعت الرقْصة بهدوء واندماج وتمنيت لو أن هناك مساحة للمسات
دون كلَام رأيت المقصود من الوئام
فتفاعلت معهم وحلقت إلى السماء
كطائر تَحرر من ظلم الصياد
أو غزالة تمنت أن تكون في الغابة الخضراء
هنـا سمحت للقلب بالمناجاة والبحث عن شريك للرقصات
]فما لبثت إلا وكان اللقاء بذاك الجميل الجذاب ذات الوجه البشوش الخلاب
بنظرة انتقلنا إلَى ساحة العشاق وهناك بدأت رقصة المشاعر الكلاَسيكية
همسات وأنفاس بجملة القبلات الملساء
كالحرير وحبات ياقوت حمراء
مثل حبي لذاك الذي سبحان من خلقه وسواه
أنامل النسيم تداعب شعري الكستنائي
وتقَربني شيئَا فشيء إلى أحضانه
فيبدو لي أني أعرف هذا البرونزي الجميل
من ملمس يديه وحتى رائحة عطره الفرنسي الراقي
بدأت بالظن لعل هذا هو ضالتي الذي كنت أبحث عنه أول المساء
من عينيه تأكدت بأني معه في ساحة العشاق أرقص على تلك الألحان
بدأت ستارة الليل بالانجلاء وبقيت أنا وهو في السماء
نضحك ونلهو بين النجمات نتحدث عن السهر والغرق في بحور النسيان
خرجت أشعة الشمس من خلف الجبال
وبقيت أنا منتظرة مجدداً رقصة المساء ...