همسات غير مسموعة

* إن كنت تريد أن تفهمني .. اقرأني ..
ليس من خلال سطوري .. كلماتي .. حروفي ..
ولكن من حركاتي .. وسكناتي .. نظراتي .. واحتياجاتي .. التي لا أنطق بها ..
اقرأني بأعماقك .. لا بأحداقك .. كي لا تتعثر في تهجئة ظنونك .. ومنحدرات حدسك ..!
اقرأني .. حتى تجد الطريقة المناسبة للدخول إلى دنياي .. كي تجد الاجابة الكاملة ..
على آلاف الإتهامات التي تطرحها كل لحظة عن عالمي الغامض ..
لا تنتظر مني أن أحدثك عني .. فأنا لست مغرمة برجل ضلت خارطته ..
عن دروب امرأة .. قال يوما أنه يحبها ..
اقرأني .. افهمني ... كي نختصر المسافات .. ونقضي على أمية العشق والآهات..
اقرأني .. كي أحبك أكثر !.

* قال لها .. لن أحبك .. فموقع قلبي أكثر ارتفاعا من قمتك ..
رفعت رأسها .. تبحث عن قلبه العالي .. لم تر قلبا .. ولكن رأسا متعاليا..
والقلب محذوف .. من شعور .. لا يبالي !

* سأصرعك رميا بالحلال .. و أقتلك حرقا بالدلال .. و أذبحك نزفا بالوصال..
ثم أدفنك في غياهب قلبي .. لتحيا متيما بقربي .. في غرام أجمل من خيال..!

* أول همسة حب تأتي دوما في منتصف جملة .. نصمت بعدها ..
إلى أن تداهمنا همسة أخرى .. في منتصف جملة غير قادرة على احتمال الصمت ..!

*
*
*
*

(الحلقهـ 1)

محرومة من السقوط

* هويتها: امرأة
اسمها: وحيدة
عملها: لا تعرف
هدفها: المستحيل
امرأة.. وحيدة.. لا تعرف المستحيل..
مؤهلاتها: كل شيء..
حصيلتها: لا شيء..
أبدعت في كل مكان.. وليس لها مقعد.. في أي مكان..
جذورها.. الانتماء.. وملامحها.. الانطلاق.. دون توقف..
حين تبحث عنها تجدها عائدة دوما.. إلى مقعدها القسري..
على أريكة الوحدة.. والصمت!.

* لا تقل عني محرومة..
حين أكبح جماح ضعفي.. من هوى.. يتسرب سرا من وعاء الهاوية..
لم أكن يوما في عداد المحرومين.. بل المنتصرين..
على ألد أعداء النفس.. على الذات!
نعم أقولها بكل فخر.. لست محرومة.. بل مرحومة من السقوط!

* حقيقة أن لي قلبا واحدا..
ومؤكدا أن لقلبي ثروة تقدر بمليارات من النبضات..
وكل نبضة.. تخفق لمن تشاء.. كيف تشاء.. وقتما تشاء!.

* لن أتسول رجولتك..
لن أشعر بها في أقصى حالات غفوتي وانكساري..
فرجل حياتي يأتيني في أوج قوتي.. وقمة مجدي..
وهج عطائي.. وانتصاراتي!.

* همسة:

للشاعر جرير:
(ما كنت أول مشتاق أخا طرب ...
هاجت له غدوات البين أحزانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيمني ...
لا أستطيع لهذا الحب كتمانا
لا بارك الله فيمن كان يحسبكم ...
إلا على العهد حتى كان ما كانا
كيف التلاقي ولا بالغيظ محصركم ...
منا قريب ولا مبداك مبدانا

!

مع صهيل وصولك من مسافات انتظاري ..
أشعر بغبار سفرك .. من عواصف اشتياقي ..
أختصر سلالم بيتي .. في قفزة واحدة
كي أصل قبل مولد خطوتك ..
فأجد قلبي قد سبقني إليك .. وفاز بنشوة اللقاء .

الشفق خماري..
واليل عباءتي ..
والفجر موعدنا ..
فكم أحب أن تراني .. متشحة بالنور ..
والشمس تلبسني .. دون حجاب بيننا ..
دون قمر غيور .. اعتاد على السهر معي

!

عودي إلي حبيبتي ..
فأنا مشتاق .. وعندي لوعة ..
ولا قدرة لي على انتظار مواعيد الرحلات المزدحمة ..
هاك عروقي .. أمسكي أطرافها .. مديها حيث أنت ..
ضعي أول خطوة عليها ..
سافري مهرولة إلى ولهي ..
إلى أحضان .. تتسلق قمة اللقاء ..
فلوعتي .. لا تطيق ابتعادك ..
وأشواقي .. ترفض الصبر .. في مساحات الزمن المهاجر ..
عودي إلي .. قبل أن يجف الوريد .. قبل أن يتكسر ..
قبل أن يموت على قارعة العطش ..!

عبر البحار والمحيطات .. عبر الكواكب ..
وتسبيح الكروان الساهر ..
جاءني صوته .. يعزف شوقا في جمرات لهفتي ..
( وحشتيني ) ...
اجتاحتني حروفه البريه ..
وحملتني على بساط من أجنحة البلابل ..
اطوي مسافات العواصف والرياح ..
بمحركات عشقي المجنون ..
واندفاع نهمي المدفون ..
حطت رحلتي على مدرج انتظاره ..
فوجدتني اشتاق اكثر إليه ..
اقتربت منه ..
ويمين وعد بيننا ..
أن لا فراق بعد اليوم ...

!

!

» همسات في اذن الوطن
» همسات الرياح
» همسات تحت القمر
» همسات أنثوية
» مجرد همسات