بعد تهاوي رموز وشخصيات ما يسمّى المعارضة السورية وانهيارها أمام إرادة الشعب السوري وصموده العظيم.. وافتضاح عمالة هذه المعارضة المزعومة وأجندتها أمام الرأي العام المحلي والدولي، حيث بادرت هي ومنذ مؤتمراتها التحضيرية السرية والعلنية إلى عضّ نفسها بنفسها، وتقاذف رموزها لاتهامات شتى، كان لابد من الوقوف عند مرجعيات هذه المعارضة السياسية والأمنية، وتحليل أهدافها القريبة والبعيدة وأسرار التناقض الذي أوقعها فيه قوادهم وساستهم في واشنطن وبعض العواصم الغربية والعربية.
لذا سيقدم لكم جهينة نيوز سلسلة حلقات دورية تفضح هذه المعارضة ورموزها وخططها وارتباطاتها داخلياً وخارجياً، إقليمياً ودولياً..
وبما أنه كاد أن يكون المسمار الأخير في نعشها سنبدأ من حيث انتهى أولئك بفضيحة مؤتمر الإنقاذ الذي عُقد مؤخراً في اسطنبول.
الحلقة الأولى:
ما إن انفضّ مؤتمر اسطنبول وقبل وضع اللمسات الأخيرة وصدور بيانه الختامي، حتى كشّر المشاركون فيه والداعمون له كلٌ عن أنيابه لينهش الآخر.. متخذين من الفضائيات التي روّجت وتروّج لسمومهم منابر لتقاذف الاتهامات والادعاءات بالتفريط بدماء الشهداء وخيانة الثوابت الوطنية وتخييب آمال السوريين والالتفاف على مطالبهم!!.. وكأن الشعب السوري كان ينتظر مثل هؤلاء المرتزقة المتحلقين حول موائد السفارات التي طالما طردت بعضهم كالكلاب، ليتكلموا باسمه أو يعبّروا عن مطالبه، وهو الذي لم يفوّض أياً منهم ليجعر في هذه العاصمة أو تلك المدينة.
وهنا لابد أن نذكّر القارئ الكريم بأن هؤلاء أنفسهم صرّحوا مباشرة وبعد انتهاء مؤتمر أنطاليا بأنهم حمدوا الله وشكروه وأثنوا على جهود الأمن التركي من أنه منع إدخال البلطات والسواطير والسكاكين والشنتيانات، وإلا لغرق هؤلاء المعارضين بدمائهم.. وما يؤكد ذلك أن المؤتمر المذكور وعلى حدّ تعبير أحد منظميه خرج بخفي حنين.
وبالعودة إلى مؤتمر الإنقاذ فما إن انتهت جلساته حتى طلع الصحفي حكم البابا على قناة العربية ليؤكد غلبة حضور التيار الإسلامي على المشاركين، مشيراً إلى حضور هيثم المالح وبرهان غليون، لنرى الأخير على قناة السي إن إن ممتعضاً ومستنكراً النتائج التي وصل إليها المؤتمر الذي رأى أنه لا يمثل أطياف الشعب السوري.. وفي السياق ذاته استصغر هيثم المالح في تصريحه للعربية آراء بعض الحاضرين وفهمهم لمصطلح حكومة الظل التي نادى بها أولئك المعارضين المتفاصحين.
في حين خرج عبيدة النحاس أحد المشاركين في المؤتمر على قناة الجزيرة ليؤكد عمق الخلافات وجذريتها، والفجوة الكبيرة في وجهات النظر، وأن المؤتمر خيّب الآمال بسبب الخلاف على المكاسب والامتيازات التي اشترطها البعض وانسحب لأجلها البعض الآخر.
أما هيثم مناع فقد صرّح من باريس للسي إن إن أنه فوجئ بالحضور في المؤتمر وهو الذي شارك في وضع خطوطه العريضة، مؤكداً أن الدعوات وُجّهت فقط قبل 48 ساعة، إضافة إلى غياب أوراق العمل وضبابيتها، وأشار مناع إلى أن هذا المؤتمر لا يمكن أن يكون لإنقاذ سورية لأنه سقط في أوهام منظميه.
فيما أنكر وليد البني الذي تحدّث للعربية من دمشق ارتباط المعارضة بأجندات خارجية، وأن لا أحد يجب أن يزاود عليه في موضوع المقاومة، متجاهلاً أن علي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق للإخوان المسلمين – والذي جلس في الصف الأول- كان ضيفاً منذ مدة ليست بعيدة على إحدى القنوات الإسرائيلية، حيث أقرّ واعترف بوجود إسرائيل واعداً بعلاقات سياسية طبيعية معها في حال وصل الإخوان إلى الحكم في سورية.
إذاً أي منطق يحكم هؤلاء؟ وأي شريعة يتبعون لتهديم وطنهم بحجة الحرية والديمقراطية؟.. وكيف يتجرؤون – بوقاحة- على التحدث باسم الشعب السوري الذي رفضهم ولفظهم وهم الغارقين بالخلافات والتناقضات، كلٌ حسب مرجعيته السياسية والأمنية ووفق الأجندة التي يأتمر بأمرها..
مؤتمر اسطنبول لم يكن مؤتمراً للإنقاذ بل مؤتمر لأنقاض هذه المعارضة التي تهالكت وتهدّمت أركانها تحت أقدام ملايين الشباب السوريين... وتناقضاتها التي تعريها أمامنا يوماً بعد يوم.