هذي الجموع بكلَّ الفخر من بلدي
من كل حدب من الشهبا إلى صفد
رأيتها تملأ الأصقاع قاطبة
الكل يصدق قولاً ليس مصطنعاً
تحمل رايات حب كل أحرفها
ترى كثيراً من الخيرات قد حصلت
تأمل نصراً على الأعداء ترقبه
أبشر أبا حافظ واهنأ بها فبها
عهد قطعناه فلنوف به أبداً
أعيادنا اليوم أنت من يجددها
درعا وحمص ، دمشق كلها ابتهجت
أحفاد سلطان ماضنوا بنخوتهم
والدير هبت تطال الغيم فرحتها
في اللاذقية شبان زهوا طرباً
هذي نواعير الخير التي شربت
والحسكة في فم الأعداء باقية
مدينة الخضرة المعطاء ما نضبت
ووردة الجولان قد زهت ألقاً
كل المدائن في قطري كذا فعلت
إن الشآم فؤاد العرب قلعتها
جاءت جموع من الأشبال مسرعة
هذي الحناجر صوت الحق يملؤها
في وجهك المشرق الوضاء قد وجدت
للحق رمح وسيف غير منغمد
أنت الوفاء وأنت الحب يا أملاً
يا نعمة الرب للأجيال أرسلها
ضاعف جهودك عين الله حارسة
الشطر الثاني
جاءت مسلحة بالحب بالمدد
جاءت مبايعة حباً إلى الأبد
ما هزها كذب ولا خداع ردي
تشدو به من قلبها من الكبد
نحن البواسل أنت الخير للبلد
في عهدك المشرق الميمون والرغد
على يديك كما صباحك الوعد
العرب تسمو وهي خير مستند
أنّا أسود حمانا الله من حسد
يا رحمة كبرى تهدى من الصمد
طرطوس أيضاً وشهبا شمعة البلد
لبّوا نداءك سورية فلا تحد
ورقة المجد لم تبخل بما تعد
بما رأوه وكانوا خير متحد
من مائها الأرض قبل الناس من أمد
رغم الوشاة وما تخفيه من فند
أمثال ابراهيم هم لنا سند
زاد المديح لها من بلبل غرد
يا سورية أنت نبع الحب فلتزد
مهد الديانات ومهد العلم والجلد
نحو العرين تهني ليثها الرشد
في قولها نعم للسيد السند
رمز الصفاء شعاعاً غير منخمد
للسلم أنت إمام لم ولن تحد
أضحى شعاعاً ينير الدرب للولد
نجل الكرام طهور النفس والجسد
تحمي العرين وتحمي خلفة الأسد