الجامعة العربية ...والرقص مع الأفاعي

أن يفجع المرء بعزيز ،أن يصدم بفقدان غالٍ ،أن يخيب أمله بمن توسم فيه خيراً هو دون أدنى شك خطبٌ جلل إن أصاب أحداً أثقل كاهله وقد تكون آثاره مدمرة نفسياً وجسدياً ولكن ولحسن الحظ فإن التكوين البشري قادر بشكلٍ عام على مواجهة هكذا أزمات والتكيف معها سيما إن كانت شبيهة بالمحنة التي تعيشها سورية رغم أننا هنا نستطيع بكل بساطة أن نستخدم صيغة الجمع . فنحن قد نكون فجعنا بمن كنا نظن أنهم اعزاء أو صدمنا بمن كنا نخال أنهم غوالي أو خاب أملنا بمن اعتقدنا بشكلٍ خاطئ أن بإمكاننا أن نتوسم فيهم خيراً ،انهم ببساطة الأخوة الأعداء وقد يشفع لنا ويعيننا على مصابنا المثل الشعبي (إن عرف السبب بطل العجب ) فليس غريباً أن يغدر بسورية جميع ملوك وأمراء ومعظم رؤساء آل يعرب فلطالما كان الغدر شيمتهم ولطالما كانت الخيانة طبعهم والتاريخ حافلٌ بشواهد لا تعد ولا تحصى من طعنة خنجر في الظهر أو سمٍ دس في طعام وما كانت دوافع حالات الغدر والخيانة تلك إلا طمعٌ في كرسي ملكي أو أميري لأخ أو أب أو إشتهاء لزوجة أخٍ ولا تعجبوا أو إبن أو أبٍ وكان لنساء العرب عبر التاريخ نصيبٌ وافر في نسج المكائد و- حياكتها و تنفيذها وليس آخرها غدر برميل قطر بأبيه وخيانته له وهنا أجزم كما الملايين غيري أن لموزته نصيبٌ وافر في التحريض والتخطيط والتنفيذ فحمد الطنجرة وهي غطاؤها . قد يقول قائل ما دخل الجامعة العربية بكل ما سبق وهنا أقول انني أتكلم الآن عن جوهر الموضوع فهؤلاء الأعراب القابعون على بحر من النفط والذي هم دونه لا قيمة لهم ولا مكانة ،هم بيت الداء في بنيان تلك . الجامعة هم النواة الفاسدة لما كان يفترض أن يكون كياناً جامعاً (للشعب العربي ) ومدافعاً عن قضاياه نراهم على العكس من ذلك قد تسببوا مراتٍ ومرات في هدر الحقوق وضياعها وكانوا ألعوبة بأيدي سادتهم خصوصاً بعد تحييد دور مصر بفعل عمالة مبارك لعقودٍ ثلاث وتهميش دور دول المغرب العربي واليوم نراهم يحاصرون سورية شعباً وقيادةً لأنها الحصن الحصين الصامد في وجه أسيادهم وما تبقى من كرامةٍ وعزةٍ للأمة والأمل الواعد لإنقاذ ماء الوجه العربي وإستعادة بعضٍ من كرامةٍ استبيحت ولأنها إضافةً لهذا جميعه تحرجهم وتفضح عمالتهم وتعريهم أمام شعوبهم بحكم مواقفها الداعمة للمقاومة والرافضة للتنازل عن الثوابت والحقوق تماماً بعكسهم جميعاً . كشروا عن أنيابهم كالثعابين والأفاعي إبان حرب تموز وكانوا مجرد أحجار شطرنج تحركها الشمطاء كوندليزا رايس ومن ورائها سيدهم وتاج رؤوسهم والقابض على رقابهم العم جورج بوش الإبن (ولا استغرب إطلاقاً أن تكون ثمة قرابة حقيقية تجمع معظمهم أو معظم اولادهم به وبغيره من قادة الغرب سيما أن أخبار فضائحهم الجنسية رجالاً ونساء قد تصدرت عناوين الصحف الغربية لمرات عديدة ) تكرر غدرهم وتواطؤهم أثناء حصار غزة والحرب عليها ،كانت انسانيتهم آنذاك في حالة سبات وما زالت لم تؤثر بهم المشاهد المروعة لأشلاء أطفال غزة ولا القصف الوحشي لأحيائها وأبنيتها ولا حالات الجوع الذي عاناه سكانها بمشاركة شريكهم وحليفهم مبارك وانسجاماً مع حالة الذل والعبودية والولاء اللامتناهي لأسيادهم وولاة أمرهم الصهاينة . اليوم يخطون الخطوة تلو الاخرى نحو محاصرة كلية ومطبقة لسورية وللدور السوري متذرعين ويا للفكاهة بحرصهم على حقوق الشعب السوري وحريته وهم الأنظمة الأكثر دكتاتورية في العالم ،أنظمةٌ تسيطر عليها أسرٌ منذ عشرات السنين ففي السعودية وحدها لمن لا يعلم ما يقرب ال-٢٥٠٠ أمير يتسلمون مناصبهم الادارية والوزارية بمرسومٍ ملكي و هم لم يجربوا حتى اليوم تجربة إنتخابات حقيقية كانت أم مزورة ، هذا الواقع ينطبق على باقي دول مجلس الخيانة والغدر . متكئين في تواطؤهم على معارضاتٍ سوريةٍ عفنة لا تقل عمالةً في معظمها عن حمير الخليج العربي ومأمورين بأمر سادتهم وداعسيهم ومذليهم قادة الغرب الذين نسوا أو تناسوا كل ما جرى على أياديهم بحق شعوب العالم من قهر و ذل وإستعباد وقتل وتدمير وسرقة ونهب والشواهد والأمثلة والدلائل أكثر من تعد أو تحصى ،يكفينا قانا الأولى والثانية وغزة وأفغانستان والعراق هذا في عصرنا الحديث، الخطوات مكشوفة ومفضوحة بدءًا بتمثيلية تنازل الوضيع عباس عن أحقية فلسطين في رئاسة الدورة الحالية لمجلس عاهرة الخونة العرب لمصلحة دويلة قطر إلى الطريقة الوقحة التي اتبعها رئيس الجلسة حمد بن جاسم الوغد وصولاً لتجاهله للورقة السورية وما جاء فيها من اقتراحات هامة وإنتهاءً بتلاوته لبيان أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه وقح يتجاوز صلاحيته ويخالف ميثاق الجامعة ويحرض بشكلٍ واضح على العنف ويشجع سفلة المعارضة التابعه للمجموعة الحمدية الأردوغانيه الآل سعوديه الاوباميه الساركوزيه على عدم بدء الحوار مع السلطة السوريه قبل وقف العنف وما يسمى بالحل الأمني متجاهلين كل ما ورد من تقارير تثبت بالدليل والبرهان وجود عصابات ارهابيه اجراميه ذكرتنا بعصابات القتل والإجرام في الجزائر في بدايه التسعينيات مع ملاحظة فارق كبير أن تلك العصابات لم تكن مدعومة من أميركا وأوروبا وتركيا ودويلات الخليج الفارسي الغارقة في بحر نفطها وحقدها وتخلفها . تتراقص أفاعي الخليج بكثير من السادية طرباً ونشوةً لجرح سورية النازف والألم الذي يعانيه شعبها توزع تلك الأفاعي الأدوار فيما بينها فها هي دويلة الكويت التي قدم جنودنا البواسل أرواحهم في سبيل تحريرها يوم اجتاحها صدام حسين ، ها هي ترد الجميل على لسان نوابها ومطالباتهم بطرد السفير السوري من الكويت ،وها هو علي الدقباسي رئيس البرلمان العربي يطالب بكل صفاقة ووقاحة بتجميد عضوية سورية في هذا المجلس الموقر ،هذا المجلس نفسه الذي إجتمع بعد حرب تموز ٢٠٠٦ في دمشق هذا المجلس الذي قاطع الرئيس السوري مرات عديدة أثناء إلقائه خطابه لإلقاء أشعار المديح والإطراء هذه الأشعار التي زادوا عليها لدى اجتماعهم في ٢٠٠٨ بعد الحرب على غزة و بحماسٍ منقطع النظير حسدته عليه ثلة الرؤساء والملوك والامراء من فصيلة العربان ،وكان على ما يبدو أن اتفقوا حينها على التخلص من الرئيس السوري ومن احراجه الدائم لهم بثقافته ووطنيته و روح المقاومة لديه وحالة الشموخ والإباء التي لا تجد إلى عقولهم وأذهانهم وتكوينهم سبيلاً وها هو حمد بن جاسم يعد العدة للغزوات التالية فينسق مع أربابه وولاة الأمر في إسرائيل وطبعاً مع شركائهم من الناطقين بلغة الضاد وخليفة السفاح جمال باشا واحفاد سايكس وبيكو ولا ننسى بالتأكيد نجم هوليوود الكيني الأصل الذي لا يمكن أن ننسى أيضاً مشهد التراجيديا الذي قام به وكان من أفضل مشاهده يوم كاد أن يذرف الدموع تأثراً حين استعراضه لتفاصيل وابطال الربيع العربي من البوعزيزي إلى خالد سعيد وصولاً إلى الطفل المعجزة حمزة الخطيب . الواضح أن ملوك وأمراء النفط قد رتبوا أمر تصويت ما على قرار ما سواء في البرلمان العربي أو في وكر الأفاعي والثعابين (جامعة أو عاهرة الكيانات العربية ) قد يكون تجميداً لعضوية سورية رمز فخارهم وعزتهم في برلمانهم الذليل أو منعاً من دخول سورية حي الأضواء الحمر التابع والتابع تماماً لزناديقهم وعاهراتهم. عمليات شراء الأصوات باتت مكشوفة وعلى عينك يا تاجر وكان أول من باع ذمته في سوق النخاسة العربية عباس الذليل دوماً وأبداً وغيره كثر من (الزعماء)العرب ممن هم على إستعداد لبيع نسائهم لأجل حفنةٍ من الريالات وخاصةً بعض الدول التي تعاني أصلاً ما تعانيه من حصار دولي كالسودان أو مجاعةٍ كالصومال أو نهمٍ وقلة أصلٍ كالأردن أو حالة إنكسار يصعب معها قول لا كما هي الحال مع الرئيس اليمني المقيم لدى آل سعود أو عبد الجليل الليبي وانكساره اللامحدود أمام دويلة قطر وحلفاؤها الغير دائمين حكماً . دعونا نتذكر أخيراً أن لكل قاعدةً شواذ فلا يعقل أن يقبل قادة البلدان العربية جمعيها أن يكونوا ألعوبةً لدى مهرجي الخليج الفارسي ولا خاتماً بيد أبو متعب أو شارلوك اليهودي وموزته . لا بد وأن الأفاعي والثعابين تتراقص طرباً ونشوةً وترفع رؤوسها زهواً وشماتةً بالأسد السوري الذي تظن تلك الأفاعي الحمقاء أنها أصابته في مقتل لكنها نسيت أن مع الأسد أسود وأنه يستمد منهم ويمدهم بمصل القوة والعنفوان والمقاومة والأقدام الراسخة والعزيمة التي لا تلين ونسيت أيضاً أن هناك رقصةٌ تدعى رقصة الموت .