أين المعارضة الوطنية الحقيقية

أين المعارضة الوطنية الحقيقية ؟؟ أين الثوار المحتجين و ليس المتحججين ؟؟ أصيب الشارع الشعبي السوري بعدوى المظاهرات المطلبية المحقة , وأجابت الدولة ممثلة بالقيادة العليا بشخص السيد رئيس الجمهورية , الذي كان وما زال منذ توليه الحكم ينادى بالإصلاح والذي من فكر خطاب القسم أنشانا التجمع كحركة إصلاحـيـة مطلبيه سلمية تسعى للإصلاح وإظهار مواطن الفساد في المجتمع وفي دوائر الدولة والوزارات , وقد تجاوزت إصلاحات السيد الرئيس مطالب الشارع , ويبقى علينا المراقبة والتنبيه إلى مواطن التقاعس في تلبية المطالب وفي تنفيـذ الحكومـة لتوجـيهات السيد الرئيس التي أعطاها للوزراء أثناء توليهم لمناصبهم . وإذا قلنا تجاوزت الإصلاحات مطالب الشارع فلا نعني الاكتفاء فالإصلاح مسيرة طويلـة تتطلب الكثـير مـن الجهد والعمل الجاد والتجربة ومسايرة التطور والواقع ومتطلبات المراحل , فالتطور السريع عنوان الحضارة الآن وملازمة هذا التطور ضرورة وبقدر سرعة الاستجابة لهذا التطور ومسايرته والأفضل تجاوزه دليل على مدى الصحة الاجتماعية والسياسية , وهي الطريق لتطور المجتمع السوري للوصول به إلى مصاف المجتمعات المتحضرة , فسوريا هي مهـد الحضارات ويـجب أن تبـقى كـذلك . ولنكن متحضرين كما كان أجدادنا الذين بنو الحضارات , فالمطالب الشعبية عندما تجد من رأس الهرم فـي الـدولـة استجابـة , بوضع خطة زمنية لتنفيذها ووضعها موضع التنفيذ , الواجب والمنطق الحضاري يوجب علـينا كـمواطنـيـن نـريد الـخيـر لـهذا الوطن ولأهله أن ننتظر ونعطي الفرصة الزمنية المطلوبة لتنفيذ هـذه الإصـلاحـات وان نبتعـد عـن الممارسات غير المسؤولة والتي تثير بعض التساؤلات عن الأسباب لهذه الممارسات . فكيف سنعرف أن هذه الوعود جدية دون الالتزام بالمواعيد ,فان تجاوزت المواعـيـد فليكـن التذكيـر ولكـن وضـع الـعـصي فـي الدواليب لمنع مسيرة الإصلاح بحجة سمعنا كثيرا ولم نرى تنفيذ , هذا ضرب من معرفة المستقبل والغيب علمه عند الله وليس عند البشر فلا يجب أن نعطي أنفسنا مكانة تساوي معرفة الله بالغيب ..... لننتظر ولنرى .. هذا التسرع في استقراء المستقبل دون تريث , لا يصب في محاولات المعارضة الوطنية الحقـيـقـة فـي الإصـلاح وإنمـا يُفـسر بوجود مؤامرة حقيقية وليست من تأليف الدولة لإرهاب المواطنين , وهـذه المؤامرة تستهـدف استقـرار الـمواطن وتستهدف الوطن لمواقفه الوطنية تجاه المخططات الخارجية التي تسعى لمصالحها الخاصة واستنزاف خيرات هذا الوطن , علينا الوعي لمن هو معارضة وطنية تسعى للإصلاح , والمعارضة المدعومة خارجيا لتخريب الوطن . المطالبة بالحرية ...... أي حرية نريد ؟؟؟ هل نريد باسم الحرية التفلت والتسيب وإرهاق المواطن بتحركات غير محسوبة ؟ هل باسم الحرية أن نخرج إلى الشوارع ونؤذي الناس إلى حد إزهاق أرواح الأبرياء ؟ هل باسم الحرية يجب أن لا يأمن المواطن على حياته وأمواله وأماكن عمله؟ هل باسم الحرية يجب تخريب مؤسسات الدولة التي نطالب بإصلاحها وإبعاد المفسدين عـنها ؟ هل باستغلال من يجتمع للصلاة بيوم الجمعة لإظهارهم كمن يجتمعون لأجل هدم أمان الـوطـن باسم الـحـرية والحرية بـراء ؟ الحرية يجب أن تكون باحترام القانون في هذا الوطن والتمسك بتطبيقه على جميع الـمواطـنيـن دون استـثـنـاء ولا احـد فـوق القانون ... هذه هي الحرية الحقيقية في المجتمعات , فجميع شعوب الأرض تقاس حـضارتها وحـريتها فـي احتـرام الـقـوانين وتنفيذها على الجميع , فلا حرية التسيب والانفلات هي التي تبني المجتمع وإنما هذه الحرية تخرب المجتمع وتفسده , وهي ما عانينا منها في الأعوام السابقة , فحرية بعض المسؤولين الفاسدين هي التي أوصـلت وطننا إلـى هـذا الـوضع غـيـر المرضـي للشرفاء في هذا الوطن والذين يسعون إلى الإصلاح , فلنكن يدا واحدة في هذا الطريق الصعب والطويل . التساؤل المنطقي ما الذي دفع هذه الجموع الشعبية للخروج بهذه المظاهرات , هل العدوى فقط أم الحاجـة ومتطلبات الـحـداثـة في المجتمعات التي تطورت وسبقتنا بعشرات السنين . لو كان المجتمع ممثلا بأحزاب وطنية , وجمعيات مجتمع مدني ذو حـس وطنـي منظـم بعيد عن التسييس الخارجي , وجمعيات حرفية تحمل مظالم المنتسبين لها , ونقابات تمثل قطاعاتها العمالية والفلاحيـة تمثيل صحـيح , وبلـديات تعـمل لمصلحـة مـدننا وأريافنا , وقيادات ميدانية تشعر بهموم المواطن وتستشعر آلامه ومطالبه , ولو كانت هذه المطالب تصل إلى القيادة السياسيـة عن طريقها وبشكل منظم وقانوني .... لما وصلت بنا الحال إلى هذا التأزم والانفلات . لقد بدأت الإصلاحات وسنطلب الكثير مـن قيادتنا وهـي الوحـيدة القادرة علـى تلبـيـة المطالب , وكلنـا ثقـة باستجـابتها للـمطالب المحقة وضمن الإمكانات المتاحة , ولنا الثقة الكاملة بسعيها لأجل رفاه هذا الوطن ومواطنيه .. والله الموفق وحامي سوريا من كل شر

21/01/2012
أيمن حسن الحاي