الاحتفال بعيد الاضحى في الجزائر

قوس وتقاليد يأبى الجزائريون التخلي عنها يوم عيد الأضحى
تعبر عن ثراء عاداتهم وتقديسهم للمناسبة
تحتفل الجزائر بعيد الأضحى المبارك الذي يصادف 10 من ذي الحجة من كل عام كغيرها من الدول الإسلامية، ونظرا لشساعة مساحة الجزائر، تختلف عادات وتقاليد الاحتفال بهذا العيد من منطقة إلى أخرى، حيث تتشابه مظاهر احتفال سكان المناطق الشرقية للوطن مع أشقائنا التونسيين، وسكان المناطق الغربية مع إخواننا المغربيين، وكم هي رائعة جدا عادات الإحتفال لدى سكان المناطق الوسطى والصحراوية كذلك.

يستعد المواطن الجزائري للإحتفال بعيد الأضحى بشرائه لأضحية العيد باعتبارها سنة مؤكدة، حيث أن أغلبيتهم يشتريها برغم دخله الشهري المحدود من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى، خاصة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تدنيا في القدرة الشرائية.

كما تعتبر الأضحية أيضا فرحة للأطفال والنساء اللواتي يشترطن على أزواجهن شراء أضحيات تكون لها قرونا من الحجم الكبير.
مظاهر الإحتفال بعد شراء الأضحية

تتجلى مظاهر الفرحة بعد شراء أضحية العيد عند الأسر الجزائرية، حيث تضع الجدات الحناء على جبين الأضحية وتربط لها شرائط زهرية اللون كنوع من الترحاب، وبعض الأسر تستعمل ألوان شرائط نسبة لنوادي كرة القدم الجزائرية أو الأوروبية، وغيرهم يقوم بتلوين الأضحية نسبة إلى فريقهم المفضل، الأمر الذي يسعد الأطفال بالدرجة الأولى ويعتبرونها شيئا مميزا خاصة لدى سكان العمارات الذين يخصصون مكانا أسفل البناية ليتم فيه ربط جميع أضاحي الجيران.

التحضيرات المنزلية عشية العيد

أما تحضيرات البيت فهي شبيهة بتحضيرات عيدالفطر، حيث يتم تنظيفه جيدا ويتم صنع الكعك وبعض الحلويات لتقدم لمن يقدمون للمعايدة، كما يتم تحضير لوازم ذبح الأضحية من سكاكين وأوان ومعدات مختلفة تسهر الزوجة والزوج على توفيرها، أما في ليلة العيد فتضع الأم أو الجدة الحناء للأطفال، البنات والأولاد والكل فرح بقدوم العيد بملابسهم الجديدة وأكثر شيء بالأضحية.

الجزائريون يوم العيد

في صبيحة العيد، يتوجه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد وفور رجوعهم هناك من يباشر بالذبح، وهناك من يؤجلها إلى ما بعد الظهر حتى ينهي جولاته على الأهل والأصدقاء ويختلف الأكل بعد عملية الذبح من منطقة لأخرى، إن لم نقل من عائلة إلى أخرى، فلكل أسلوبه الخاص، ولكن المتفق عليه أن الكل يشوي اللحم وأحشاء الأضحية في ظهيرة اليوم الأول من العيد.

ويتم تقطيع الأضحية في المساء أو في اليوم الثاني من العيد إلى قطع يحتفظ ببعضها وتوزع معظمها على الأهل والفقراء والمساكين، وتعد هذه الظاهرة أهم ما يميز عيد الأضحى فالمواطن الجزائري يعمل جاهدا لإشراك الكثير من المحرومين والمحتاجين فرحة العيد معه ويحاول رسم البسمة على وجوههم.

أطباق شهية تُحضر بالمناسبة

البوزلوف (رأس الكبش): يتم تنظيف الرأس والأرجل على النار، ويستحسن نار الحطب لأنها تساعد كثيرا على إزالة الصوف، يتم بعدها غسله ثم تقطيعه إلى جزاء صغيرة، وبعدها غليه حتى يطبخ، وهناك طرق مختلفة لطهيه، إلا أن الجزائريين يفضلون طريقتين في العيد، الأولى تتبيله بتوابل خاصة جدا ثم إدخاله الفرن وهناك من يفضل تتبيله وصنع المرق الأحمر، هذه الأكلة خاصة بالمناطق الوسطى.

الملفوف: كبد مشوي مقطع مربعات متوسطة الحجم

تلف بقطع من الشفاف المحيط بالأمعاء ـ ثم توزع على سلك خاص واحدة تلو الأخرى، ويعاد شواؤها من جديد، هذه الأكلة مشهورة بالجنوب وهي أحب شيء عندهم، ويتم تقديمها مع الشاي الأخضر بالنعناع.

البكبوكة أو الكمونية

هي مرق يحضر من مزيج من الكرش ( الدوارة) والرئة والكبد والقلب والكلى، يحضر بطرق مختلفة على حسب المنطقة أو العائلة، يتم تقطيع الكل إلى قطع متوسطة أو صغيرة وتوضع لها توابل، مع قليل من الحمص، والبعض يضيف لها الكوسا والبعض الآخر اللفت، يكثر لها الكمون والبقدونس الأخضر، ويتم طهيها على نار هادئة.

العصبان

طبق تشتهر به منطقة الشرق كثيرا حيث يخاط الكرش أو الأمعاء كبيرة الحجم، على شكل أكياس ويقلب إلى الداخل، ويتم حشوه بالكبد والقلب واللحم المقطع إلى قطع صغيرة جدا، كما يضاف إليها بعض الأشياء المعطرة كالبقدونس والكسبرة والنعناع الجاف، ويضاف إليها البصل والفلفل الأحمر المطحون.

دون أن ننسى الطبق الرئيسي الذي يشتهر به جميع الجزائريين والذي يطبخ بلحم أضحية العيد وهو الكسكسي أو الطعام.

تسلمين حبيبتي 54947