هكذا تجليات الله لعباده فأين نحن منها

بـسـم الله </A>الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

الـقـرآن كـلامم الله وقـد تـجـلَّـى الله فـيـه لـعـبـاده بـصـفـاتـه

فـتـارة يـتـجـلَّـى فـي صـفـات الـهـيـبـة والـعـظـمـة والـجـلال

فـتـخـضـع لـه الأعـنـاق وتـنـكـسـر الـنـفـوس وتـخـشـع الأصـوات

ويـذوب الـكِـبْـر كـمـا يـذوب الـمـلـح فـي الـمـاء

وتـارة يـتـجـلَّـى فـي صـفـات الـجـمـال والـكـمـال

وهـو كـمـال الأسـمـاء وجـمـال الـصـفـات وجـمـال الأفـعـال

الـدال عـلـى كـمـال الـذات فـيـسـتـنـفـد حُـبَّـه مـن قـلـب الـعـبـد قـوة الـحـب كـلـهـا

بـحـسـب مـا عـرفـه مـن صـفـات جـمـالـه ونـعـوت كـمـالـه

فـيـصـبـح فـؤاد عـبـده فـارغـا إلا مـن مـحـبـتـه

فـإذا أراد مـنـه الـغـيـر أن يُـعـلـق تـلـك الـمـحـبـة بـه

أبَـى قـلـبـه وأحـشـاؤه ذلـك كـل الإبـاء ، فـتـبـقـى تـلـك الـمـحـبـة لـه طـبـعـا لا تـكـلـفـا

وإذا تـجـلَّـى الله بـصـفـات الـرحـمـة والـبـر والـلـطـف والإحـسـان

انـبـعـثـت قـوة الـرجـاء مـن الـعـبـد وانـبـسـط أمـلـه وقـوي طـمـعـه وسـار إلـى ربـه

وكـلـمـا قـوي الـرجـاء جَـدَّ فـي الـعـمـل واجـتـهـد

كـمـا يَـجِـدُّ الـمـزارع فـي طـلـب زيـادة الـثـمـار فـيـزيـد مـن بـذر الـبـذور فـي أرضـه

وإذا تـجـلَّـى الله بـصـفـات الـعـدل والإنـتـقـام والـغـضـب والـسـخـط

انـقـمـعـت الـنـفـس الأمَّـارة وضـعـفـت أو بـطـلـت قـواهـا مـن الـشـهـوة والـلـهـو والـحـرص عـلـى الـمـحـرمـات

فـانـقـادت وأذعـنـت خـوفـا وخـشـيـة وحـذر

وإذا تـجـلَّـى الله بـصـفـات الـسـمـع والـبـصـر والـعـلـم

انـبـعـثـت مـن الـعـبـد قـوة الـحـيـاء ، فـيـسـتـحـي مـن ربـه أنيـراه عـلـى مـا يـكـره

أو يـسـمـع مـنـه مـا يـكـره ، أويـخـفـي فـي سـريـرتـه مـا يـمـقـتـه عـلـيـه

فـتـبـقـى حـركـاتـه وأقـوالـه وخـواطـره مـوزونـة بـمـيـزان الـشـرع

غـيـر مـهـمَـلـة ولا مـرسَـلـة تـحـت حـكـم الـطـبـع والـهـوى

وإذا تـجـلَّـى الله بـصـفـات الـعِـز والـكـبـريـاء

أعـطـت نـفـس الـعـبـد الـمـطـمـئـنـة مـا وصـلـت إلـيـه مـن الـذل لـعـظـمـتـه

والإنـكـسـار لـعـزتـه والـخـضـوع لـكـبـريـائـه وخـشـوع الـقـلـب والـجـوارح لـه

فـتـعـلـوه الـسـكـيـنـة والـوقـار فـي قـلـبـه ولـسـانـه وجـوارحـه وسِـمَـتِـه ويـذهـب طـيـشـه وقـوَّتـه

وإذا تـجـلَّـى الله بـصـفـات الـكـفـايـة والـحَـسْـب

والـقـيـام بـمـصـالـح الـعـبـاد وتـهـيـئـة أرزاقـهـم لـهـم ودفـع الـمـصـائـب

عـنـهـم ، ونـصـره لأولـيـائـه وحـمـايـتـه لـهـم ، ومـعـيَّـتـه الـخـاصـة لـهـم

انـبـعـثـت مـن الـعـبـد قـوة الـتـوكـل عـلـيـه والـتـفـويـض إلـيـه

والـرضـا بـه وبـكـل مـا يُـجـريـه عـلـى عـبـده وُيـقِـيـمـه فـيـه مـمـا يـرضـى بـه هـو سـبـحـانـه

والـتـوكـل يـكـتـمـل ...

بـعِـلـم الـعـبـد بـكـفـايـة الله </A>وحُـسْـن اخـتـيـاره لـعـبـده وثـقـتـه بـه

ورضـاه بـمـا يـفـعـلـه بـه ويـخـتـاره لـه

فـإذا تـدبـرنـا الـقـرآن وحـفـظـنـاه مـن الـتـحـريـف والـحـكـم بـآراء الـمـتـكـلـمـيـن وأفـكـار الـمـتـكـلـفـيـن

أشـهَـدَنـا مَـلِـكـًا قـيُّـومًـا فـوق سـمـاواتـه عـلـى عـرشـه يُـدبِّـر أمـر عـبـاده

يـأمـر ويـنـهـى ، ويُـرسـل الـرسـل ويُـنـزل الـكـتـب ، ويَـرضـى ويَـغـضـب

ويُـثـيـب ويُـعـاقـب ، ويُـعـطـي ويَـمـنـع ، ويُـعِـز ويُـذِل ، ويـخـفـض ويـرفـع

يَـرى مـن فـوق سـبـع سـمـاوات ويَـسـمـع ، ويـعـلـم الـسـر والـعـلانـيـة

فـعـال لـمـا يـريـد ، مـوصـوف بـكـل كـمـال ، مـنـزه عـن كـل عـيـب

لا تـتـحـرك ذرَّة فـمـا فـوقـهـا إلا بـإذنـه ، ولا تـسـقـط ورقـة إلا بـعِـلـمِـه

ولا يَـشـفـع أحـد عـنـده إلا بـإذنـه لـيـس لـعـبـاده مـن دونـه ولـيٌّ ولا شـفـيـع

والـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن

يسلمو يا غالية الله لا يحرمنا من ابداعك جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك

» هكذا أنقذ الله تعالى سارة
» إن تركتها عوضك الله خيرا منها
» تقرير عن انفلونزا الخنازير رحمنا الله منها
» الصخرة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء
» الذنوب حجاب عن المحبوب، فأين التوبة