قرأت فى كتاب "بستان الواعظين ورياض السامعين" لأبى الفرج بن الجوزى هذه القصة لأحد الصالحين لعلكم تستفيدوا منها.
( كان بعض الخائفين اذا اصبح أخذ لوحآ ودواه وجعلهما بجواره فاذا تكلم كلمة كتبها فى اللوح ويقول لنفسه:هكذا أثبتها عليها الملك بأمر الملك.
فاذا غربت الشمس وصلى صلاة المغرب وضع اللوح بين يديه وجعل يقرأ ويبكى ويقول فى بكائه ونحيبه وتقريره لنفسه:يا نفس كأنى بك وقد سئلت عن هذا عند جواز الصراط ،يا نفس تراك بأى كلمة من هذه تدخلينى النار؟
فلا يزال يبكى حتى لا يجد بكاء وتفرغ دموعه فيغشى عليه ،فاذا أفاق مما هو فيه أخرج اللوح وكتب ما فيه بقرطاس وهو يقول متضرعآ: يا الله عفوآ ورفقآ ولطفآ بعبدك . فلم يزل هذا دأبه حتى مات.
فرآه بعض الصالحين فى المنام فى حالة حسنة فسأله عما لقى من الله تعالى فقال:
ما يلقى من الكريم الا الكرم ، جعل محاسبتى لنفسى فى الدنيا بدلا عن الحساب فى الآخرة ، وجعل دموعى التى بكيت فى الدنيا أنهارآ تروينى يوم العطش الأكبر ، وتفضل الكريم على بدخول الجنة وبجواز الصراط ، ومن على بالفضيلة العظيمة والزيادة الكبرى بالنظر الى وجهه الكريم.)
هكذا يحاسب الانسان على حفظ اللسان من الغيبة والنميمة فينجو من حفظ لسانه ويهلك من سرح لسانه بما لا يعنيه لأنه ليس من جوارح العبد أشد ذنبا من اللسان لأن كلمة يتكلم بها العبد أو الأمه تكون سببا لدخول النار.
حفظنا الله واياكم ونفعنا بهذه القصه ولا تنسونى من صالح دعائكم