سحر الزارعي... فارسة على صهوة الكاميرا

1- كيف بدأت حكايتك مع التصوير والرسم؟ ومن قدّم لكِ الدعم؟
بدأت منذ الصغر. أحببت الفن بكافة تفرعاته وخاصة الرسم والتصوير. ومنذ أن أصبحت أعي المعنى الحقيقي للصورة، بدأت بممارسة هوايتي المفضلة وهي التصوير الفوتوغرافي. أفراد أسرتي قدّموا لي الدعم والتشجيع على ممارسة هوايتي، وكانوا جميعاً يبدون إعجابهم بمختلف الصور التي ألتقطها من صور عائلية أو صور للطبيعة المحيطة بنا. وهذا لا ينفي وجود صعوبات، فهي كثيرة وأبرزها نظرة المجتمع للفتاة وعدم تمتعها بالحرية الكافية سواء حرية الحركة أو حرية التصرف، إلا أنه بفضل قيادتنا الرشيدة لم يعد لهذا العائق مكان. إذ أصبحت الفتاة الإماراتية تتمتع بكافة الحقوق التي تسعى إليها، وقد صقل هذا الأمر شخصيتي وفجّر طاقاتي الكامنة.


2- لماذا تحتل الخيول مساحات كبيرة من أعمالك؟
منذ طفولتي، أحمل في داخلي حباً عميقاً للخيل. وأنا أرى أن الخيل رمزٌ للجمال المرتبط بالقوة في العالم. فإن تناولنا جمال الشكل، فليس هناك أجمل من الخيل. أما القوة والهيبة، فليس هناك من مخلوق يدب على الأرض أكثر هيبة وتعبيراً عن القوة من



الخيل. ولا يغفل على أحد أنّ الشعراء طالما تغنّوا بالخيل، وبجماله وقوته في أشهر الأشعار والقصائد.


3- حدثينا عن جائزة حمدان الدولية للتصوير الضوئي؟ ولماذا تم اختيار محور حب الأرض للدورة الأولى؟
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز الاهتمام العالمي بالثقافة والفنون البصرية. وهي فكرة سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي. ولا بد من أن نشيد هنا بدور سموه في تشجيع المواهب بمختلف أنواعها. إذ بادر سموه إلى إطلاق هذه الجائزة كنوع من تحفيز موهبة التصوير، وإبراز الجماليات المختلفة في الصور الفوتوغرافية. وبالطبع، فإن هذا الأمر ليس غريباً على سموه، وليس أول ولا آخر مبادراته الكريمة. إذ لطالما شمل أبناء الدولة وحتى المقيمين من خارج الدولة في مختلف النشاطات والفعاليات.


أما بالنسبة إلى اختيار محور حب الأرض للدورة الأولى فـ"الأرض" كلمة تحمل في طياتها الأمومة والاحتضان بكل ما تكتنفهما من معنى الحنان. لكل إنسان أرضه الطيبة التي يحن إليها عند غيابه عنها. ويقبل أرضها بكل ما فيه من شوق ما أن تطأها قدماه. وهذه الأيام، يشهد العالم العديد من الأحداث المتسارعة منها الكوارث الطبيعية التي تستهدف الأرض بالدرجة الأولى، ومنها أيضاً الثورات الشعبية في مختلف دول العالم التي تطالب بحرية الشعب وحرية الأرض. ومن هنا جاءت التسمية للدورة الأولى.


4- حدثينا عن الجوائز الفنية التي حصلتِ عليها، وأنشطتك المختلفة في هذا المجال.
حصلت على المركز الأول في التصوير في بطولة أبوظبي الدولية لجمال الخيول العربية عام 2009، وجائزة الجمعية الدولية للتصوير الفوتوغرافي ISP لتصوير الهواة والمحترفين. كما شاركت في أكثر من 52 معرضاً وحدثاً متعلّق بالتصوير. وكنت عضواً في لجنة تحكيم أكثر من ستّ مسابقات محلية وعربية في مجال التصوير، بالإضافة إلى تمثيلي دولة الإمارات العربية المتحدة في عدد من المحافل العربية والعالمية.


5- ما العلاقة التي تربطك بالصورة؟
أشعر أنّه يوجد في داخلي الكثير من المشاهد التي تذهب وتجيء في مخيلتي. فلا يكاد يندثر مشهد إلا ويلحقه آخر، وكل هذه المشاهد تعكس شخصيتي بمختلف مناحيها واتجاهاتها. فأنا لا أستقر في مكان وأحب التغيير والإطلاع من خلال التصوير على ثقافات العالم، مما ينعكس إيجابياً على شخصيتي. الصورة هي التي تحاصر الإنسان المعاصر وتشكّل أسلوب حياته وتطغى على وسائل اتصاله مع العالم.