زمن العجائب
بتنا في زمن يحدث فيه ما يلي من العجائب :
- يطالب بالحرية فيه من لا يفقه شيئاً في معنى الحرية و شروطها و واجباتها
- يطالب بالحرية فيه من إن أطلت زوجته أو أخته أو ابنته من الشباك برأسها فقط بادرها بالقول و بأعلى صوته و أمام جميع الناس ( فوتي لجوا وليه )
- يطالب بالحرية فيه من مازال يعتبر حتى الآن أن المرأة سواء كانت أخته أم زوجته أم ابنته أم أمه هي ملك شخصي له و هو وصي عليها في كل شيء من أمورها بل حتى أنه يزوجها بمزاجه و كيفه و عليها أن تقبل
- يطالب بالحرية فيه من يعتبر أن المرأة عورة و كل ما فيها عورة و أنها أملاك خاصة و عليها فقط واجبات و ليس لها أي حقوق
- يطالب بالحرية فيه من مازال حتى اليوم لا يعرف كيف يلقي القمامة في الأماكن المخصصة لها فتجده يرمي بالأوساخ أينما حل و مر لدرجة أن الدولة بقيت أشهراً و هي تشن حملة لتعليم الناس كيف أن البلد تصبح أجمل إن تعلموا أن يرموا القمامة فقط في الأماكن المخصصة و مع هذا لم يجد الأمر شيئاً و كأن الحملة كانت لأهل نيكاراغوا أو للسياح الأجانب أو لأهل كوالالمبور أو جزر الواق واق و الألعن أنك تجد في الكثير من الأحيان من يلقي القمامة على الأرض و حاوية القمامة بعيدة عنه مسافة أمتار قليلة و كان الحاوية هي من يجب أن يأتي إليه
- يطالب بالحرية فيه من لم يتعلم حتى اليوم أن يقطع الشارع عندما تصبح فقط الإشارة المرورية حمراء للسيارات و خضراء للمشاة بل يقطع الشارع كيفما اتفق و السيارات تسير و كأنه أينشتاين أو أديسون و قد خطر في رأسه فكرة ما أو نظرية ما لا تحتمل التأجيل و لو لثانية و عليه أن يسرع لتدوينها و تجربتها
- يطالب بالحرية فيه من مازال حتى اليوم يفضل القفز من فوق الحاجز بين الشارعين على أن يصعد الجسر المعد للمشاة أو النفق الذي تم إنشاؤه أيضاً للمشاة ( وعلى فكرة تم وضع تلك الحواجز حتى يتعلم المشاة عدم قطع الشارع إلا من الأماكن المخصصة لذلك بس عبث و فالج لا تعالج )
- يطالب بالحرية فيه من يخرج بعد منتصف الليل ليكبر و يبقى يهتف لوقت طويل مقلقاً راحة كل من في الحي و كأن الإسلام حضه على ذلك مع ان الإسلام يقول أن حريتك حدودها تقف عند حريات الآخرين
- يطالب بالحرية فيه من مازال حتى اليوم لم يتعلم كيف يصعد إلى الحافلة ( الباص أو السرفيس ) بدون مدافشة و مطاحشة و يهجم على الحافلة هجوم بل و حتى قبل أن ينزل ركابها منها و حتى لو كان فيها أماكن للجميع و حتى لو كان آخر من وقف بانتظارها بين المنتظرين
- يطالب بالحرية فيه من يخرب و يدمر الممتلكات العامة و يقوم بحرقها و نهبها و هي موضوعة لخدمته و خدمة أخوانه و جيرانه من أهل البلد من مراكز هاتف و مشافي و مراكز أمن و ................
- يطالب بالحرية فيه من يقتل على الهوية والطائفة و الانتماء و المذهب و كأن الله تعالى قد فوضه بمحاسبة الخلق و أخذ هو إجازة للاسترخاء و الاستجمام
- يطالب بالحرية فيه من حول بيوت الله و جوامعه التي وضعت و أنشأت فقط للعبادة و التقرب من الله إلى أوكار للخيانة والتمرد و العمالة لأعداء الوطن من كل حدب وصوب و جعلها مراكز للانطلاق في الفتنة والقتل و الإرهاب
- يطالب بالحرية فيه من يعتبر المال العام حلال سرقته و حلال عالشاطر و أن السطو عليه ليس بسرقة مع أنه يسرق أبناء الوطن جميعاً في تلك الحالة
- يطالب بالحرية فيه من يعتبر نفسه وصياً على الإسلام و الإسلام منه براء بل حتى أنه لا يفقه أبسط القواعد التي قام عليها الإسلام و انطلق منها بل لا يفقه حتى ما معنى مسلم و أن المسلم هو من سلم الناس من يده و لسانه و أن المسلم هو من يجادل بالتي هي أحسن و أن المسلم يتمثل بسيدنا محمد الذي كان ذو خلق عظيم بشهادة الله سبحانه و تعالى و الذي قال له الله في كتابه الكريم لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ( على ما يبدو أن القرآن الكريم بحسب هؤلاء ليس كتاب المسلمين ربما هو كتاب ثمود و عاد )
- يطالب بالحرية فيه من إن لم يجد أحداً يراقبه فعل ما يشاء فتجده إن لم يجد شرطي المرور انطلق و الإشارة المرورية حمراء و إن وجد الفرصة سانحة للسرقة سرق دون أدنى وازع أخلاقي و إن وجد فتاة أو امرأة وحيدة في الطريق ليلاً أسمعها أقذع العبارات بل ربما حاول الاعتداء عليها
- يطالب بالحرية فيه من لم يتعلم يوماً أن يقف في الصف أمام الفرن أو الجمعية بل يريد أن يأخذ حاجته قبل الجميع و لو كان آخر من وصل
- يطالب بالحرية فيه من أرتكب أفظع و أشنع الأفعال و الأعمال من قتل و تخريب و سطو و مخدرات و تهريب و احتكار و خيانة للوطن و الدين
- يطالب بالحرية فيه من هو مستعد لمقايضة أي شيء مقابل المال و الكثير ممن خرجوا كانوا قد قبضوا ثمن خروجهم مالاً بل إن بعضهم لم يخجل أن يلوح بالأوراق الخضراء في أحد أيام الجمع أمام رجال الأمن و أنهم سيعودون في الجمعة المقبلة إن تم الدفع لهم مجدداً
- يطالب بالحرية فيه كل رمز من رموز الفساد و الفسق و الكذب و الدجل و الإجرام و السرقة والنهب و القتل و الخيانة كخدام و الغادري و الإخوان المسلمون و القرضاوي و عيروط و العرعور و كل كلب أجرب و نتن
- يطالب فيه بحقوق الإنسان كل من داس على الإنسان و قطع عنقه من الوريد للوريد كأمريكا و أوروبا و إسرائيل و تركيا و أذنابهم من عملاء هذا الوطن و كل جلاد لا يخشى الله و لا يخافه
بعد كل ما سبق نجد بأن من يقوم بما ذكرناه هو أغبى و أحمق من الأنعام
يعني هو أكدش من الكديش و أجحش من الجحش و أحمر من الحمار و أبغل من البغل
و معروف للجميع أن الدواب من أنعام و حيوانات مع أنها لا تفعل شيئاً مما ذكرنا أعلاه
نجد أن صاحبها يقوم بربطها بحبل ( يعني لا يقوم بإعطائها أي نوع من الحرية )
بالرغم من أنها أعقل منكم يا بهائم فكيف نعطيكم حرية و أنتم أبهم و أضل و أسوأ سبيلاً من البهائم بشهادة الله تعالى في كتابه الكريم
قال حرية قال بالفعل زمن العجائب