بسم الله الرحمن الرحيم
بين الأمل...والأجل...هل أحسنا العمل ..؟
يامن بدنياه اشتغل** وغره طول الأمل
الموت يأتي فجأة** والقبر صندوق العمل
نقطع رحلة عمرنا يحدونا الأمل... نلهث سريعاً في جنبات الحياة
نركض سريعاً .. نلهث وراء آمالنا وننسى أجالنا ..نعمر دنيانا ..ونخرب آخرتنا
ننسج خيوط الوهم والهم والحزن والفراغ حول حياتنا..نتطلع بشغف نحو دنيانا نريد أن نستزيد منها ..
ولا ندرك أنها كالبحر كلما ازددنا منها شرباً ازددنا عطشاً ..ونغفل عمّا خلقنا له ونشوه وجه الحياة
بتصرفاتنا...نسوف في التوبة ..وما أحلم الله عنا حيث يمهلنا وقد تمادينا في الذنب ويسترنا
كم من راحل ودعناه وبدمع العين بكيناه ثمّ ألهتنا الدنيا ونسيناه وانغمسنا في الملذات
وركضنا وراء الشهوات وسرنا في طريق نرقب الأمل ونجري خلفه
دون الحذر أنّ هناك حفرة سنقع فيها كما وقع غيرنا..؟ فهل من معتبر وهل من متعظ..؟
كلماتي ليستْ يأس من الحياة ...ولا انقطاع من الأمل..ولا نظرة سوداوية
لكنها كلمات قلب مكلوم يشعر بذلك كله يريد أن يتحرر من الدنو ليحلق في العلو
يريد أن يستضيء بالنور ويبعد عن الظلمة يريد أن يحيا ليحيا وتكون له بعد الحياة حياة...
الدنيا ليست سيئة إنْ أحسنا العمل فيها ...
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"يا إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا "
يحدثنا البراء رضي الله عنه فيقول:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة
فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال :
"يا إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا".
و كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى أناس من أصحابه :
"أوصيكم بتقوى الله العظيم واتخذوا التقوى والورع زادا فإنكم في دار عما قريب تنقلب بأهلها والله يسألكم عن الفتيل والنقير والقطمير .
لا بد علينا أن نذكر الموت والقبر لأنه لا مفر منه لقوله عز وجل :
"كل نفس ذائقة الموت "
وقوله جل وعلا :
"كل من عليها فان "
إن صندوق العمل يجب أن يُملأ بالصالح من العمل..دون غفلة أو كسل ..
وقبل أن يأتي الأجل
:
أحسن الله أعمالنا وختم بالصالحات أعمارنا