أكد وزير التربية الدكتور صالح الراشد أن المناهج التربوية الجديدة ستنجز بشكل كامل حتى عام 2014 حيث تم إنجاز المناهج لبعض الصفوف فيما لا يزال العمل جارياً على استكمال بعضها الآخر. وأشار الراشد خلال الندوة الحوارية الجماهيرية المتعلقة بمناقشة المناهج التربوية الجديدة التي أقيمت بدير الزور اليوم الى أن الوزارة بدأت بعقد الندوات الحوارية المتعلقة بالمناهج التربوية الجديدة في كافة المحافظات لمعرفة التغذية الراجعة المتعلقة بتلك المناهج من المعلمين والتربويين والتلاميذ وأهاليهم وذلك لتحديد الملامح الإيجابية للمناهج الجديدة بهدف تعزيزها وتحديد السلبيات بهدف تصويبها في الطبعات القادمة.
وأضاف الراشد أن كل ما سيطرح من ملاحظات على مستوى مديريات التربية في المحافظات سيكون موضع اهتمام من قبل الوزارة وذلك حرصاً منها على الارتقاء بمستوى المناهج كضرورة علمية وحياتية وإنسانية لتحقيق الغاية التي أنجزت من أجلها في مجال تطوير العملية التعليمية الهامة في تكوين الإنسان وبناء الجانب الفكري لديه.
وأشار عدد من الموجهين التربويين إلى أن الوسائل التعليمية الضرورية لتطبيق المناهج الجديدة غير متوفرة حتى اليوم كما أن حلول بعض التمارين في مادة الرياضيات الخاصة بمنهاج الصف الأول تتضمن بعض الأخطاء.
وأوضح عدد من المدرسين ان المناهج الجديدة لمادة اللغة العربية أغفلت النحو والقواعد كما أن بعض النصوص الأدبية الموجودة لا تتناسب مع تفكير ومستوى الطلاب مشيرين إلى أهمية تطوير منهاج التربية الفنية والعمل على المناهج بما يتلاءم مع المستويات العمرية والثقافية للطلاب وخاصة في الريف.
ودعا المدرسون إلى تحديث آليات التدريس وإعطاء دروس نموذجية من قبل الموجهين المختصين بحضور المعلمين وجعل مادة اللغة الإنكليزية في الصف الرابع الابتدائي مادة ثقافية تدرس ساعة واحدة في الأسبوع دون إدخالها في الاختبارات.
ولفت جمال عجاج ولي أمر أحد الطلاب إلى أهمية التخفيف من كثافة المنهاج للصف الثاني الابتدائي والاقلال من تكرار المعلومات وتقصير طول نصوص الإملاء وتوحيد كتابي مادة العلوم في كتاب واحد.
أما الطالبة مرام محمد في الصف السابع فبينت أن المنهاج بشكل عام طويل ولا يتناسب مع عدد الحصص كما يوجد تكرار لبعض المعلومات التاريخية في منهاج التاريخ وبعض التمارين في منهاج مادة الرياضيات.
وفي السياق نفسه نظمت مديرية تربية السويداء اليوم لقاء جماهيرياً تربوياً ضم عدداً من المعنيين في القطاع التربوي بالمحافظة وأهالي بعض الطلاب بهدف إبداء الملاحظات والآراء حول المناهج الجديدة.
وقال الدكتور محمد محمود المحمد معاون وزير التربية للشؤون الإدارية إن هذه اللقاءات تهدف إلى تسجيل ملاحظات التربويين وأهالي الطلاب حول المناهج التربوية الجديدة لتحديد الملامح الإيجابية لها بغية تعزيزها وتصويب السلبية منها في الطبعات القادمة.
بدوره أشار أكرم الزغير مدير تربية السويداء إلى أهمية إبداء الاراء والمقترحات التي من شأنها تطوير الواقع التربوي موضحا حرص المديرية على اللقاء الدائم مع الأهالي لمناقشة كافة الأمور المتعلقة بالمسألة التربوية.
وتركزت مداخلات المشاركين حول ضرورة تقليل الكثافة الموجودة في المناهج الجديدة وزيادة الأوقات المخصصة لتدريسها وتوزيع الدليل المرافق لها مجانا على المعلمين مع تضمينه حلاً للتدريبات وتخصيص الأهالي بدليل لكيفية التعامل مع المناهج وإقامة ورش عمل مستمرة حولها وإصدار ملحق يركز على تدريبات تعزز بعض السلوكيات التي تخدم عملية التنمية.
ودعا المجتمعون إلى تأمين الوسائل التعليمية للمواد العلمية وإحداث تغيير في شكل البناء المدرسي وتصميم قاعات دراسية ومخابر ومكتبات بشكل يتلاءم مع المناهج الجديدة وتشكيل لجنة مختصة في كل محافظة برئاسة أحد الموجهين لإجراء دراسة تقييمية لمحتوى المنهاج الجديد والطرائق الموجودة فيه وتجزئة الكتاب إلى جزأين لتخفيف حمله على الطالب ضمن الحقيبة المدرسية.
ولفت المشاركون إلى كثافة المصطلحات والمفردات العلمية لمادة العلوم وطريقة الصياغة غير المفهومة لبعض مسائل الرياضيات بالنسبة للصف الرابع وعدم وجود توضيحات بالدليل المخصص لتدريس مادة الرياضيات للصف السابع وكثافة معلومات كتاب الرياضيات للصف الثالث والثاني في الفصل الأول وعدم مراعاة التدرج بالمادة العلمية في بعض الكتب وتشابك بحوث كتاب الجغرافيا للصف العاشر مع افتقاره للتبويب المناسب.
وأكدت المداخلات أهمية المناهج الجديدة كونها اعتمدت الطرق الكشفية والتفاعلية والتعاونية وراعت أنماط التفكير والفروق الفردية بين جميع الطلاب وحولت التلميذ من متلق إلى باحث وركزت على وضع المعارف التطبيقية وربطها بالحياة اليومية والعملية وعززت الصلة بين المدرسة والأسرة من خلال الرسائل والبطاقات التقويمية واعتمدت التقنيات التعليمية المتطورة واستثمرت مساحات فكرية كانت مهدورة عند الطالب.