سور دمشق و أبوابها السبعة.. أول حائط بني في الأرض

سور دمشق و أبوابها السبعة.. أول حائط بني في الأرض

يحيط بكل الحكايات التاريخية لمدينة دمشق سور عظيم وأبواب سبعة لا يزال معظمها باقيا حتى اليوم وإن لم تعد تؤدي وظيفتها القديمة، تغيرت بعض معالمها الأصلية وزيدت عليها إضافات وكتابات على مر العصور.
يذكر أن أول حائط بني في الأرض بعد الطوفان هو حائط دمشق حسب ما ورد في (معجم البلدان) لياقوت الحموي حيث بني السور خلال القرن 2م في العهد الروماني بالحجارة الضخمة المدببة وكان مستطيل الشكل يبلغ طوله1500م و عرضه750م والسور الحالي من العهدين النوري والأيوبي.
ارتبط سور دمشق و أبوابه في السابق بأمن الدولة ومصلحة شعبها حيث كان وسيلة دفاعية قوية لصد المعتدين فيخرج الرجال للقاء العدو بينما يبقى الأطفال والنساء والشيوخ بأمان خلف الأبواب.
وبين داخل السور وخارجه انقسمت مدينة دمشق القديمة التي استوطنت منذ آلاف السنين داخل السور و مع بداية العهد الأيوبي توسعت المدينة وتجاوزت السور فتأسست خارجه حارات مثل الشاغور وساروجة والصالحية والميدان.
أبواب المدينة
يختلف سكان المدينة اليوم حول عدد أبواب المدينة القديمة ومسمياتها ويجمع البعض بين الأبواب الأساسية للمدينة وبين أبواب الحارات الصغيرة حيث كانت الأبواب السبعة تزيد وتنقص بين الحين والآخر فعندما يجدد السور تسد أبواب وتفتح أبواب أ ووصل عدد الأبواب في العهد الإسلامي إلى تسعة أبواب، ونظرا لتوالي الأحداث التي مرت على السور تعرض للهدم والإهمال ولم يبقَ منه سوى قطعة وحيدة حافظت على شكلها القديم وهي الممتدة من باب السلام إلى باب توما، ويبلغ طولها حوالي 500 متر .
فالأبواب الأساسية هي: باب توما، السلام، الفراديس، كيسان، الصغير، الجابية، وباب شرقي وحسب الاختراق القديم هناك علاقة تربط كل باب بكوكب من كواكب الفضاء.
فباب شرقي بني في أوائل القرن الثالث الميلادي يقع على الجبهة الشرقية من سور المدينة ولذلك سمي بباب شرقي وجدد في عهد نور الدين زنكي سنة 1163هـ .
وهو الباب الوحيد الذي يحتفظ بطراز عمارته الروماني وله ثلاث فتحات أكبرها أوسطها التي سدت في عهود الانحطاط والفتحة الجنوبية كذلك فلم يتبقى إلا الفتحة الشمالية الصغيرة التي تعلوها صفوف من أحجار السور، وفي وقتنا الحاضر قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بإعادته إلى وضعه الأصلي.
ومن أهم الأحداث الواقعة على هذا الباب دخول خالد بن الوليد منه إلى دمشق عند الفتح الإسلامي.
أما باب الجابية الذي يقع غرب المدينة ويقابل الباب الشرقي ويماثله في تصميمه وهندسته فهو عبارة عن ثلاثة أقواس أكبرها الوسطى وخلال تتابع العصور سد معظمه وبقي منه فتحة واحدة، وينسب هذا الباب إلى قرية الجابية لأن الخارج إلى هذه القرية كان يخرج منه.
بينما يحتل باب توما الجهة الشمالية ونسب اسمه إلى أحد عظماء الروم وفي العصر البيزنطي كانت عليه كنيسة عظيمة حولت بعد الفتح الإسلامي لدمشق إلى مسجد أزيل في نهاية العهد الفرنسي.
كما يوجد عند الباب سوق صغير ذات حوانيت تغلق عند حدوث غارات أو إقامة حصار على المدينة ليتمكن أهلها من البقاء فيها. وباب توما نموذج من نماذج المنشئات العسكرية الأيوبية يعلوه قوس وشرفتان لهما دور عسكري وتزييني معا.
وفي العهد الحالي تم ترميمه وتجديده وأصبح موقعه ضمن ساحة جميلة تعرف بساحة باب توما.
يلي باب توما إلى الغرب باب السلام ويعتبر واحدا من الأبواب الشمالية للسور وهو ثاني باب أيوبي أنشئ بعد باب توما ويشبهه بقوسه وشرفتيه.
يعتبر باب السلام من أجمل أبواب المدينة وسمي بذلك تفاؤلا لصعوبة دخول المحاربين منه وذلك لكثرة الأشجار والأنهار من جهته وكان يدخل منه للسلام على الخلفاء الأمويين كما سمي أيضا باب الشريف.
باب الفراديس من الأبواب الشمالية للسور يعود إلى القرن الثامن الهجري وسمي بالفراديس في العصر الروماني لكثرة البساتين والمياه من حوله كما يحيط به المحلات التجارية من جهته الخارجية والمنازل من جهته الداخلية، وعرف أيضا بباب العمارة.
بينما يقع باب كيسان في الجهة الجنوبية من المدينة عند ساحة البيطرة نهاية شارع ابن عساكر ،وفي العصر البيزنطي أقيم عليه كنيسة تسمى القديس بولس وأصبح هذا الباب مدخل الكنسية.
وسبب تسميته بذلك هو نزول كيسان مولى الخليفة معاوية بن أبي سفيان عنده أثناء الفتح الإسلامي.
ويقع باب الفرج في الجهة الشمالية من سور المدينة وسمي بهذا الاسم تفاؤلا بالفرج بعد فتحه. وهو حاليا باب مزدوج الداخلي محاذي للسور والخارجي ملاصق لنهر بردى وتم تجديده في عهد السلطان صلاح الدين سنة 649هـ/1251م.
كما يقع باب الصغير أيضا في الجهة الجنوبية من المدينة قرب حي الشاغور وسمي بذلك لأنه أصغر الأبواب السبعة حين بنيت، وأنشئ صغيرا لخطورة الجهة الجنوبية على دمشق فهي مفتوحة ولا توجد أمامها حواجز من الأنهار والأشجار كالجهة الشمالية و عرف باسم باب الحديد لأنه كان مدعماً بصفائح حديدية، تم ترميمه في عهد نور الدين زنكي وخلفه سوق صغير ومسجد، وقد دخل منه الملك المغولي تيمورلنك سنة 803هـ /1400م.
بالإضافة إلى بابين غير موجودان حاليا وهما باب الجنيق الذي كان يقع بين باب السلام وباب توما.‏ و باب النصر والذي يقع على الجهة الغربية للسور جنوب قلعة دمشق أزيل عند إنشاء سوق الحميدية عام 1836م.
وبعد أن تحصنت حارات دمشق وراء أبوابها الرئيسية أصبح لكل زقاق باب مثل باب سريجة، باب مصلى، باب مصر، و بوابة الصالحية وكل حجر فيها يروي حكاية من حكايات هذه المدينة العريقة عبر عصور متتالية.

هي دمشق العروبة والنشامة دمشق الحرية الابية الله حاميها

» سجاد حائط روعة
» أنا سورية الأرض
» السبعة مفاتيح
» العناصر السبعة لحماية الشعر
» المفاتيح السبعة لفهم عالم الطفل