أولا أحب أن أهنئكم جميعا إخواني و أخواتي بحلول هذا الضيف الكريم على بلاد الإسلام العظيم
أما عن مظاهر الشهر الكريم في جزائر الكرم فكثيرة و متنوعة بتنوع المجالات و نعمق الثقافات و كثرة العادات
سأتوكل على الله العلي القدير محاولا جمع ما استطعت من هذه المظاهر الجزيلة و العادات الجميلة
فإن وفقت فمن الله وحده و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ، و منكم الف عذر فما يكتمل عمل بشر إلا و به النقص و الزلل و ذلك من أكبر العبر على وحدانية الله و تفرده بالكمال المتقن .نبدأ على بركة الله :
يعد شهر رمضان لدي الجزائريين من اهم الشعائر الدينيه ويولونه مكانه خاصه بين باقي الشعائر الاسلاميه الاخري.
ولم يعد شهر الصيام لدي الجزائريين الركن الرابع في اركانالاسلام فحسب، بل اصبح جزءا من الثقافه والموروث الاجتماعي لديهم.
وتبدا النسوه في الاعداد لرمضان شهرا من قبل، حيث تغسلن جدران البيت كله، وتخرجن الاواني الجديده، كما تحضرن التوابل المخصصه للطبخ.
ومعروف عن الجزائريين شغفهم بتحضير مائده افطار متميزه في شهر رمضان، ويخصصون لها ميزانيه ماليه معتبره.
كما يكثر تهافت الرجال الجزائريين على تنظيف المساجد، وفرشها بالسجاد، وتزينيها بالأضواء الملونة إستعدادا لاستقبال الشهر الفضيل .
كما تبتهج الشوارع و تكسوها حلة خاصة و تزين الممرات الرئيسية بالاضواء و الأعلام الوطنية .
بعدما يذاع خبر رؤية هلال رمضان، ينتقل الخبر بسرعة بين المجتمعين ليلة الرؤية، وأحيانًا يقوم إمام المسجد بإبلاغ الناس بدخول الشهر الكريم، حيث يتلقى الخبر أولاً ثم يذيعه على الناس، ومن ثم يبدأ الجمع بقراءة القرآن الكريم، أو إذاعة آيات منه عبر مكبرات الصوت، ويتبع ذلك إلقاء بعض الدروس الدينية المتعلقة بهذه المناسبة، ويرافق ذلك إلقاء الأناشيد الدينية ، أو ما يسمى بالتواشيح .
مع الإعلان عن بدء الشهر الكريم تعلو الفرحة وجوه الجميع ، و يهنّئ بعضهم البعض بقدوم الشهر المبارك ، وتبدو مظاهر السرور والابتهاج بمقدم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، و إن كان معظمهم لا يصومون ، و إنما يحتفلون بشهر تكثر فيه الحلوى و تقل فيه الشكوى ، و تجود به الأيدي بالنقود و الهبات ، ينتشر الأطفال في الشوارع و الساحات العامة ، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية ، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر العظيم ، كما يرددون بعض الأهازيج ، مثل: يا واكل رمضان يا محروق العظام . ويسمح للأولاد - على غير المعتاد - بالخروج ليلاً في رمضان ، و البقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة ألعابهم ، بينما في غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد المغرب .
وطوال أيام الشهر المبارك تتم إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل المغرب بنصف ساعة.
هذا و اتساع رقعة دولة الجزائر ، جعل الإعلام بوقت المغرب يتخذ أشكالاً متعددة، إذ لم يعد يكفي الأذان من فوق منارات المساجد، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب، بل لجأ الناس إلى النفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى ، وإذا صادف وجود مبني قديم مرتفع فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين، وفي القرى النائية والبعيدة ، يتابع الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب ليتحروا وقت المغرب، ويُعلموا ذويهم بدخول وقت الإفطار ، بل إن الكثير من أهل الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس ، كما يعمد آخرون إلى استخدام آلة تحدث صوتًا تشبه النفير يوم الزحف ، واسمها لاسيران والكلمة فرنسية الأصل، أو المدافع ، ومن الوسائل الأخرى إضاءة مصبابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب، إيذانًا بدخول وقت الإفطار.
أما الإفطار ، فيبدأ عند أهل الجزائر بالتمر والحليب، إما مخلوطان معًا أو كل منهما على حدة .
وعادة ما تتكون مائدة رمضان الجزائرية من طبق الحساء "الشربه" وهي معكرونة رقيقة جدًا يضاف إليها اللحم والخضر، وتقدم لمن حضر، وهي طعام غالب الناس وأوسطهم معيشة ، ويعرف في الشرق الجزائري ب "الحريره" وهي من دقيق الشعير.
ولاياكل هذا الطبق الا ب "البوراك" وهي لفائف من العجين الرقيق الجاف تحشي بطحين البطاطا واللحم المفروم، وهناك من يتفنن في طهيها باضافه الدجاج او سمك "الجمبري"، والزيتون.
ناهيك عن وجوب وجود انواع السلطات على المائدة الرمضانية الجزائرية .
ومن عناصر المائدة الجزائرية ، طبق البربوشة – وهو الكسكسي - و كل ربت بيت لها ذوقها الخاص في التفنن في تحضير هذا الطبق الشعبي و العالمي .
ومن الأكلات المحبّبة الشخشوخة، وهي الثريد الذي يكون مخلوطا مع المرق واللحم ، و لها عدة مكونات و تحتلف من منطقة الى اخرى في التحضير و التزيين .
يُضاف إلى ذلك طبق الرشتة .
كما لا تخلو مائده افطار جزائريه من طبق "اللحم الحلو" وهو طبق من "البرقوق" او "المشمش" المجفف يضاف اليه الزبيب واللوز ويضيف له البعض التفاح ويطبخ مع اللحم وقليلا من السكر.
هذا على سبيل المثال لا الحصر ، غذ لا يمكن حصر الاطباق الجزائرية الرمضانية فهناك الكثير مثل :مثوم و كبدة مشرملة ...... و غيرها .
بعد تناول طعام الإفطار، يأتي دور تناول الحلوى، وأشهرها حضورًا وقبولاً في هذه الشهر حلوى قلب اللوز وهي على شكل مثلث، تصنع من الدقيق المخلوط بمسحوق اللوز أو الفول السوداني، ومسحوق الكاكاو ، ويعجن هذا الخليط بزيت الزيتون، وبعد تقطيعه وتقسميه على شكل مثلثات، توضع على سطحه حبات اللوز، ثم توضع في الفرن حتى تنضج، وبعد أن تبرد تغمس في العسل.
ومن أنواع الحلوى ، المقروط – وينطقونها أيضا المقروظ وهو الأشهر – وهو السميد الذي يكون فيه التمر .
وكذلك الزلابية حلوى لذيذة تقدم في كل بيت، وفي كل يوم، ولها أنواع متعددة .
و الحلويات ما اكثرها في الجزائر كالبقلاوة وقطايف وليتررات ... الخ
والجزائريون يحتفلون باول صيام لاطفالهم احتفالا مميزا، فيكرمونهم ايما تكريم في اول صيام لهم ويرافقونهم طيله يوم صيامهم.
وعاده ما يبدا الاطفال في الجزائر التدرب علي الصيام وهم في السنه الاولي من دراستهم، وفي بعض الاحيان قبل ذلك.
ويقرب الآباء اطفالهم في اول صيام لهم، ويجلسونهم الي جانبهم علي مائده الكبار، اذ عاده ما يجلس الاطفال الصغار غير الصائمين في مائده اخري غير مائده الصيام.
ويحتفل باول صيام للطفل، فيطبخ له "الخفاف" وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت، او "المسمن" هو ايضا فطائر عجين مرقق يطبخ في قليل من الزيت.
كما يصنع للطفل الصائم لاول مره مشروب حلو يدعي "الشربات" وهو مزيج من الماء والسكر وماء الزهر يضاف اليه عند البعض عصير الليمون.
وتعتقد الامهات ان هذا المشروب الحلو يجعل صيام الطفل حلوا ويحبب له الصيام كي يصوم مره اخري.
وبالنسبة إلى طعام السحور ، يتناول أهل الجزائر طعام المسفوف مع الزبيب واللبن، و المسفوف هو الكسكسي المجفف ، وهذا النوع من الطعام أصبح عادة لكل الجزائريين في سحورهم .
ومن احب الاوقات في رمضان لدي الجزائريين هو ما بعد الافطار، او ما شاع عن الجزائريين باسم "السهره"، حيث يخرج الرجال الي صلاه التراويح، ثم الالتقاء في المقاهي للسمرأو السهر بالبيت مع الاهل و الاقارب و الضيوف .
و يشيع شرب الشاي او القهوة بالحلويات التقليدية الكثيرة و المتنوعة .
و في الاخير ارجو ان ينال الموضوع اعجابكم
صيام مقبول و اجر جزيل للجميع
دمتم و دام حبكم