في سحــر عينـــيها رأيــــــت حياتي ــــــــ فتانة كم أســــعدت أوقاتي
غنّــيتُ أشعــــاري عـــــلى إعجابها ــــــــ وتألقــــــت بدلالها سهراتي
وعلى بحــور قصائدي إسترسلتْ ــــــــــ ورستْ بشاطئِ حبها مرساتي
وسهرتُ في غسقِ الليالـي بقربها ــــــــــ آهـــاتها كم ذوّبت آهـــــــاتي
وعزفـــــت ألحانَ الخلودِ لعشـــقها ــــــــ قيثـــــارتي غنّـتْ لهـــــا أبياتي
شفتان يا كأسي وخمري في الهوى ـــــــ أنى سأصحى من شذى القبلاتِ؟
ومشى هواها في بين أضلعي مثلما ــــــــ ينســــابُ نهرُ النيلِ في الواحاتِ
وبيـاضها يا ثلج ســوريــا النقـــي ـــــــــ سحـــــــرٌ يكلـــلِ روعةَ الأرزاتِ
وجمالـــــها كسف النجوم حلاوةً ـــــــــ والبــــــدر مخسوفٌ من الحسرات
قد خلت حبي سوف يحـــيا خالداً ـــــــــ مـن يــــــومِ ملقـــــاها ليوم مماتي
حتى افترقــــنا والنجـــوم كــــئيبة ــــــــــ سيــــــفُ علــى حـــبي وقلبي آتِ
ورأيتُ باسبوراً لها في مضجعـــي ـــــــــ وبطــــاقةَ اســــرائيل في الجبهاتِ
ورسالةً كتــــبتْ تــــقولُ لجدها : ــــــــــــ (مــــرحى لإسرائيل في الجولاتِ)
فسرتْ بجـــسمي رعشـــةٌ قتـــالةٌ ــــــــــــ وخنقت قلـــباً فـــــــاضَ بالعبراتِ
وصعقت لما هاتفتني بحرقـــــــــةٍ: ــــــــ (يا مالكٌ عدْ كي تعــشْ في ذاتي):
وصرخــت ويحك يا فتــاتي القاتـــله ــــــــ ما جـــف دم العـــرْب بالساحات
كـــــم أحرقـــتْ نــيرانكم أطـــــفالنا ـــــــــ ونســــاؤنا فــــي حرقة الغصّاتِ
كم ضرجتــنا باالدمــــاء سيــوفكــــم ـــــــ كم شــــــردتنا بــــــداخلٍ وشتاتِ
هذه سوريا وحلب وأمتي ــــــــــــ أغرقتــــموها في حـــمى الويلاتِ
هـــذي جرائـــمكم بحقِّ عروبتي ــــــــــ جوليات هـــــذي لم تعــــد جولياتي