قدمت مديرية المسارح والموسيقا أمسية إنشاد ديني وموشحات وعرض دراويش "مولوية" لمجموعة نفحات التابعة لمؤسسة تهليلة للإنشاد والتعابير الروحية مساء أمس في قصر العظم بدمشق.
وتنوع برنامج الأمسية بين الإنشاد الديني البحت والأغاني الصوفية والموشحات التراثية الأندلسية وعروض الدروايش المرافقة بحيث قدمت الفرقة مجموعة من المنوعات التراثية الصوفية والموسيقا الروحية بأسلوب شفاف يتضمن في كلماته وألحانه وتعابيره جمل الوجد والبوح والروحانية.
وظهر جلياً في الفرقة الاعتناء بالمادة التراثية الفنية سواء من خلال استعادة أناشيد دينية قديمة أو موشحات أندلسية إضافة إلى الاعتماد في الفرقة الموسيقية بشكل أساسي على ما يتناسب مع التراث العربي من آلات كالعود والقانون والإيقاع التي ترافق الأناشيد والتهليلات.
وانتقت الفرقة من بين أعضائها الأصوات المميزة والمحترفة التي استطاعت تقديم اللون الفني الصوفي بجودة عالية خاصة من جيل الشباب فكان المؤدي محمد حبال الصوت الأساسي في الفرقة الذي أجاد الانتقال المتوازن بين الأنشودة والموشح.
وكان للمولوية الصوفية الدور الأساسي في تشكيل اللوحة الفنية للأمسية من خلال عدة مؤدين لعرض الدراويش بطابعه الصوفي المميز بحيث ملؤوا بحلتهم البيضاء مساحة المسرح ومحيط البحرة في ساحة القصر ملتفين على أنغام الفرقة وأصوات شبابها.
يذكر أن مؤسسة تهليلة التي يشرف عليها هشام الخطيب تأسست عام 2000 تعنى بالإنتاج الفني الصوفي والأندلسي وتهدف إلى مواصلة واستمرارية رسالة الشيخ حمزة شكور لنشر التراث العربي الإسلامي الأصيل وتعميق التعاون الإسلامي المسيحي بما يساهم في تحقيق قيم المحبة والإخاء والبناء الإنساني ورفع مستوى الإنشاد الديني.
وقد اسس مدير تهليلة مجموعة نفحات عام 2008 التي تضم 20 شخصاً بين منشدين وموسيقيين ومولوية من جيل الشباب وتعمل المجموعة على نشر التراث السوري الصوفي والأندلسي والحفاظ على الفن الأصيل من موشحات وقدود.