علوج الداخل وعلوج الخارج بقلم : المهندس ناجح سكر

وقفت ممثلة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية البارحة وأعلمتنا عن حتمية تنحي رئيس الجمهورية العربية السورية معتمدة" على اهتماموإصرار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين على أن تنعم كل دويلات الوطن العربي المقسم سابقا" من قبلهم ومنذ عقود بالديمقراطية, الحرية والسلام...

ذكرني هذا الموقف بوقفة رئيس الولايات المتحدة السابق السيد جورج بوش عندما أعطى الرئيس العراقي وولديه قصي وعدي مهلة 48 ساعة حتى يغادر العراق حيث كانت جحافلهم جاهزة للانقضاض عند ساعة الصفر المحددة بانتهاء ال48 ساعة إن خرج الثلاثة أو لم يخرجوا!

كانت النتيجة المؤلمة لكل عربي شريف كما تمناها كل أعداء الوطن تدميرا" شاملا" لبنية العراق التحتية, لجوء أكثر من ثلاثة ملايين عراقي لدول الوطن المجاورة (معظمهم إلى سوريا), استشهاد ما يقارب المليون عراقي بما فيهم الثلاثة, عدم وقوف هذا البلد العربي الغني على رجليه من كل النواحي الاقتصادية والأمنية والاجتماعية حتى الآن رغم مرور سنين على تلك الحرب المدمرة وغير المتكافئة, وأخيرا" وضع يد علوج الخارج على نفط العراق وثرواته لعشرات السنين....

يتساءل واحدنا: أين الديمقراطية أو الحرية أو حتى السلام من الانجازات العلوجية الآنفة الذكر أعلاه...

أستميحكم عذرا" لإطالتي سرد سيناريو العراق وذلك لوجود أوجه تشابه كثيرة مع السيناريو الحالي لبلدنا الصغير نسبيا" والمترامي الأطراف بتفكير أبنائه:

فمنهم المستنجد الذي انتظر على باب مكتب رئيس الولايات المتحدة لساعات طويلة وذلك لمقابلته ثلاثة دقائق بغية الحصول على صورة تستخدم في بروباغندا محضرة مسبقا" وموجهة تخدم سيناريو حرب محتملة أهدافها معروفة للقاصي والداني علما" أن هذا المستنجد الذي أنعم الله عليه بمخامسة الرئيس الأمريكي ربما لا يمثل وطنيا" حتى زوجته وأولاده......

ومنهم المفكر العلماني الذي نشر مقاله الأخير في جريدة السفير حيث استذكر صورة الوحدة الوطنية في سوريا أيام طفولته (الخمسينيات) أيام الثورات وحركات التحرر العربية وليس إبان الحكم الأموي أو العباسي وذلك عندما قص علينا قصة احترام كل طوائف اللاذقية لجنازة مواطن سوري يهودي ومن ثم تناسى هذا المفكر عن قصد أو غير قصد أنه دعا بمقاله لتكريس فكرة الطائفية السورية بدعوته مسيحيي سوريا للوقوف إلى جانب مسلميها في المظاهرات وتناسى أن هؤلاء لا يمثلون كل مسلمي سوريا وأنه في سوريا تعيش كل الطوائف على اختلافها تحت سقف وطني علماني إلى حد ما بعيد عن سطوة الكنيسة على المقدرات وأيضا" بعيد عن قانون الجزية المعروف. ربما أراد هذا المفكر توجيه متلقي المجتمع السوري الذين يقرؤوه لاتجاه ما خدمة لسيناريو ما أيضا"...

ومنهم هؤلاء الذين يدعون الفكر الشمولي وفهمهم لشمولية كافة الأفكار المطروحة مع اهتمامهم بالجزئيات التي تريح تطلعاتهم وتجاهلهم لتلك الجزئيات التي تعترض توجهاتهم ولا تخدم الصورة المراد أن يرسموها لواقع الحال, كأن يقولون لك (نحن نعرف أن أمريكا لا تحبنا ونعرف أن لها غايات مبطنة لسياساتها تجاهنا ونحن لا نحب أمريكا ولكننا ماضون فيما نحن عازمون عليه. تسألهم وعلى ماذا عزمتم؟ يردون أننا نتظاهر لأننا لا نريد قتل ولا نريد قمع بل نريد حرية ونريد وطن يحترم الجميع, فالذي انتظر على باب الرئيس الأمريكي لا يمثلنا والذي قتل الشرطي والمواطن أيضا" لا يمثلنا..) وعندما تبدأ بحوارهم وإعطائهم أدلة مقنعة لحالة ما تغاير تصورهم يقمعوك! نعم يقمعوك ويتهمونك بالتبعية للإعلام السوري غير المقنع برواياته كما يصرون ويعودوا منزوين لقناعاتهم الموجهة لانتقاء الجزئية المريحة لتطلعاتهم من المصادر الإعلامية الأخرى وهنا أيضا" ربما لأنهم يخدمون سيناريو ما.....

ومنهم ذلك المسؤول الذي حرف قطار الشفافية عن مساره الصحيح وتابع بمخالفاته بتعيين أولاد عمه وخالاته وجيرانه وكل من دفع له أجرا" بوظائف لا يستحقوها عن طريق إصدار استثناءات معتمدا" على سلطان منصبه دون رقيب أو حسيب! متجاهلا" النتيجة السلبية لتعيين حامل الشهادة الثانوية مكان حامل الشهادة الجامعية, وهنا يعذره المستفيدون بقولهم المثل الشائع (اللي ما في خيرلأهله ما في خير لحدا), وهنا أيضا" ربما يسعى هذا المسؤول بتصرفاته تلك لخدمة سيناريو ما...

ومنهم المنتقد لمشروع الإصلاح الذي جاء تلبية للنداءات الأولى لطالبي التغيير حيث يصف صديقنا المنتقد آلية الاصلاح الجديد بأنها بطيئة جدا" (سلحفاتية) وغير شاملة وفي بعض مواضعها لا تعدو عن كذبة بيضاء عملت لامتصاص غضب جزء من الشارع السوري متجاهلا" الزمن المنطقي المطلوب لتنفيذ هكذا خطوات إصلاحية على أرض الواقع لا بل تراه يطالب بسرعة كلية التغيير مع عدم طرح آلية مقنعة أو مسؤولة مستهترا" بالمصير الحتمي لفوضى البلاد الناتجة عن مطالبته هذه إن تحقق دوره في السيناريو المفروض.........

آخذا" بعين الإعتبار مخاوفي من كل ما سبق وكوني مواطن سوري حيادي غير منتمي لأي من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ولا لأي حزب من الأحزاب المحظورة ولن أنتمي لأي حزب من الأحزاب قيد الولادة في المستقبل القريب أو البعيد وكوني أحب بلدي وأرفع رأسي بعروبتي, وكذلك أحب أن يعيد الفنان زياد الرحباني زيارته لسوريا مع استمرار إعجابه بمعنى احترام مواطننا السوري للرصيف, فقد بدأت البحث عن الطريق الآمن لحماية أسرتي الصغيرة و الكبيرة من نوايا جحافل علوج الداخل وعلوج الخارج وأنا هاهنا أستنجد بالذين يشبهوني في وطني لحوار عله يفيد.......

» عاش المرشح – سقط المرشح بقلم المهندس باسل قس نصر الله
» فاشل ...اما ناجح ....
» 10 نصائح لتكون مصمم ناجح
» خطوات عمليه لحمل ناجح بالصور
» الاهرامات من الداخل...