دمشق المجد لم يغب ولن يغب

استهدفت سورية بمخطط جهنمي شيطاني، فكانت حربٍ عالمية غير مسبوقة تشن على دولة استخدم فيها كل الأساليب والأدوات الوحشية وهي أقل ما توصف به، هدفوا من خلالها إلى تدمير سورية _ سورية العروبة، سورية الصمود، سورية المحبة، سورية الإخاء والانسجام_ ، إلا أنهم نسوا بل جهلوا من نكون ومن يكونون. إن قالوا شهادتنا ببلدنا سورية مجروحة، فإليكم بعضاً من شهاداتهم بنا، شهاداتٍ من بلاد من تآمر علينا وخطط لإسقاطنا وتدمير وئام عيشنا من فرنسا: يقول آندريه بارو مدير متحف اللوفر سابقاً: على كل متمدن في العالم أن يقول: إن لي وطنين وطني الذي أعيش به وسورية. وكذلك في فرنسا وفي جامعتها ليون يُجمع أكثر من مئة باحث أثري من مختلف أنحاء العالم على أن سورية تقدم نموذجاً متكاملاً غير منقطع لمسيرة إنسان ما قبل التاريخ منذ مليون سنة. ومن ألمانيا: يقول أبنهايم: سورية جنة علماء الآثار. ووزير ايطالي يقول: إن بلاده تدين بحضارتها الأولية الإيتروسكية لسورية. وباتريك سيل الصحفي انكليزي يقول: من يقود سورية يقود الشرق الأوسط. وهذه هي أسباب استهداف سورية والأخير أبرزها لم ترق لهم فكرة ربط البحار الخمسة وبعدها الاستراتيجي الذي هدد تكتلاتهم الاقتصادية أرادوا تحطيم أعرق بلاد الأرض قاطبةً أرادوا تحطيم آخر قلاع المقاومة للقضاء عليها في فلسطين والعراق ولبنان أرادوا تحطيم آخر معاقل البطولة والشموخ العربي إلا أنهم أغبياء كما وصفهم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد حين اختاروا سورية لمخططهم الذكي ولعل جلّ غبائهم يتجلى في جهلهم لتاريخ هذا البلد العريق ولطبيعته لعلهم نسوا أننا لم نعبأ بتهديداتهم العسكرية بعد سقوط بغداد عام 2003، ولا بعقوباتهم الاقتصادية وضغوطهم السياسية، ولا بقوانينهم وقراراتهم الفارغة من قانون محاسبة سورية وقرار عزل سورية إلى القرار 1559. لعلهم نسوا أنهم لم ولن يتمكنوا من زحزحة سورية عن مبادئها قيد أنملة رغم كل الضغوضات الدولية التي مارسها المجتمع الدولي بمؤسساته وهيئاته ومنظماته والذي شارك فيه الصديق قبل العدو، بعد اغتيال رفيق الحريري لعلهم نسوا أنهم فشلوا في حصارهم الاقتصادي لسورية في ثمانينات القرن الماضي ونسوا أننا من اسقطنا اتفاقية الإذعان في لبنان وأننا حطمنا اسطورة الجيش الذي لا يقهر في حرب تشرين ونسوا أننا أسقطنا حلف بغداد ومشروع الهلال الخصيب ومشروع النقطة الرابعة. إن نسوا تاريخنا الحديث سنذكرهم بتاريخنا القديم: سورية واحدة من الأماكن التي تواجد بها الإنسان البدائي واستمر دون انقطاع في سورية أعظم اختراع في تاريخ البشرية ما يزال يدين بها العالم إلى العقل السوري وهو اختراع الأبجدية، وعلى الأرض السورية أول المحاولات الكتابية، وأقدم موسيقى وأقدم الرسومات، واكتشاف الزراعة من على أرضنا انطلق، وأول تدجين للحيوان. كان السوريون أول من استعمل النحاس، و استخرج البرونز، ومن عندنا بدأت صناعة التعدين من أسحلة وأدوات زراعية، ثم استعملوا الحديد، ونحن من اخترع السفن والزجاج، ونحن من وضعا نظام الحساب، ونحن من استخدم العربات في قتالهم، واخترع الدواليب، ونحن من برع في صناعة النسيج، واعتمدنا كيلا محددا للوزن، وعندنا اخترعت النواعير، وصنعت معاصر للزيت والعنب، وتوصلنا إلى فنون العمران، ومن أرضنا سن أول تشريع في العالم وأول مفهوم للدولة والوطن انتجه السوريون وهم أول من بنى حضارة مكتملة في العالم . وسورية هي التي أنجبت أربعة أباطرة سوريين حكموا روما (من أهمهم فيليب العربي من مدينة شهبا) ومن سورية أعظم علماء التاريخ القديم مثل سلوقس الكلداني والفيلسوف الفينيقي زينون ولعل أهم ما نسوه أن طيبة أول مدينة في بلاد الإغريق بناها قدموس الفينيقي ونقل إليهم الحضارة والزراعة والأدب والفلسفة والفنون وبناء البيوت، عندما كان سكانها همجاً ويأكلون لحوم البشر، وأن قاراتهم ومدنهم بأسماءٍ سورية سميت من عروبة أخت قدموس التي أعطت اسمها لقارة أوروبا، وكليكا أخيه أعطى اسمه لشمال سورية، إلى أثينا، ومرسيليا وفي سورية كانت أقدم التجارب العلمية والفنية للنحت، وفيها أقدم العقائد الروحية والمذاهب الفكرية والقصص الميثولوجية وأقدم الفلسفات، وأقدم الكنائس. لغة السيد المسيح تتكلمها فقط أربعة قرى في العالم كله، القرى الأربعة.... موجودة في سورية. ومن دمشق امتدت الامبراطورية العربية من الصين حتى اسبانيا. هذه سورية بموقعها التاريخي والجغرافي منذ أقدم العصور وحتى الوقت الحاضر، بها تجسدت عبقرية الأمة العربية وامكاناتها وانجازاتها وابداعاتها الحضارية التي قدمتها للبشرية جمعاء، وبنا تستمر. هذه سورية المصد التاريخي ضد غزوات الشعوب والأقوام والقبائل الهائمة والجائعة والمتوحشة والجانحة من الغوتيين والكاشيين إلى غزوات الفرنجة ثم المغول والتتار والأتراك والانكليز والفرنسيين إلى الغزو الصهيوني والامريكي. دحرهم أجدادنا وسندحر ما تبقى من فلولهم. هذه سورية وبشعبها العريق الذي قاتل بيد وعمل باليد الأخرى رفعت الإنسانية رأسها إلى السماء بالإسلام والمسيحية وبمبادئ الخير والمحبة والسلام والإخاء والوفاق. هذه سورية تتعرض لمحاولات عنيفة ولمؤامرات مدروسة وممنهجة من قبل من نصبوا أنفسهم دعاة الحضارة ونسوا من أساس الحضارة في العالم واستخدموا كل الأساليب الوحشية والطرق اللاإنسانية من إبادة شعوب بأكملها من الهنود الحمر إلى تفجير قنابل نووية، وصولا الى اخراج شعب بكامله من أرضه وهو الشعب الفلسطيني. هذه سورية ونحن أبنائها أحفاد سرجون وحمورابي وعيسى ومحمد وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وصلاح الدين ويوسف العظمة وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو، وحسن الخراط واجبنا الحفاظ على تلك الأمجاد، والدفاع عنها حاضراً، للانطلاق إلى مستقبلنا بقوة واصرار، واثقين من استمرار رسالتنا الإنسانية وخلودها، رغم انف كل المتآمرين والمتأمركين والمستعمرين، تحت راية قائد هذا الوطن السيد الرئيس بشار الأسد لأنه يمثل كل قيم شعبه وطموحاته، ويمثله في كبريائه وعزته والدفاع عن مصالح جماهير أمته العربية، وغدا تاريخ شعبه جزءا من شخصيته. وهنا مكمن قوة سورية حكمة قائد يجسد تطلعات شعبه، ووحدةٍ وطنية لشعب واع ينبض بالشجاعة والعنفوان وملتفٌ حول قائده، وجيشٍ صلدٍ من هذا الشعب وعنه يدافع. وبتلك اللحمة الوطنية التي يمثلها كل فرد منا ولاسيما جنوده البواسل، وبعونه تعالى سنتمكن من الانتصار على المؤامرة مهما تعددت أدواتها وأطرافها وتلونت أساليبها وأشكالها، كما انتصرنا سابقاً وسنخرج من هذه المحنة أكثر قوة وصمودا وعزة وكرامة .

هنيَئاَ لَنا بطرحككَ الراائع وعّذوبَة آحسَآسك الرقيق والمعبر
تحياتي لك.. ودمت بخير

دمشق المجد لم يغب ولن يغب IA380253

» انت في دمشق
» انها دمشق
» كادر تدريب المجد الجديد يضع الخطوط لعريضة لعمله
» إنها دمشق
» الأهلي يبحث عن المجد والوصول إلي نهائي دوري الأبطال امام الترجي.. الليلة