آخـــر قلاع العـــرب
لن تسقط دمشق.فليطمئن بال الغيارى، وليخب ظنّ المتربّصين.
لن تسقط دمشق، لأن أقدم مدينة مأهولة في التاريخ لَتستطيع بالنظرة الثاقبة أن تتبصّر (الفوضى الخلاّقة) المختبئة وراع قناع كاذب من (الحرية) المزعومة.. وأن تتبين ملامح (ديموقراطية الاجتثاث) القابعة خلف (برقع) التعددية المزركش الألوان، والمزيَّن بوعود (مكماهون جديد).
لن تسقط دمشق، لأن قلب العروبة النابض يحسن التمييز بين (الثورة) و (الاستثارة).
لن تسقط دمشق، لأن مشهداً يجمع بين حفيد الجنرال (غورو) مع سليل مرتكبي (مذابح الأرمن) وحفنةٍ مما تيسّر من (الأعراب الجدد) تشبك الأيادي وتتبادل الأنخاب فوق قبر (صلاح الدين)، لأمر يتجاوز قدرة تحمّل كل غيور على الوطن.
لن تسقط دمشق، لأن عيون أهلها تستطيع التمييز بين أخطاء المُدافع العنيد عن الحق وبين خطايا من يدينون بالولاء لأعداء الوطن.
لن تسقط دمشق، ولن تُصبح مقاهي سفوح قاسيون مراتع يتساقى بها تنابل (براميل النفط) الهوى مع حفيدات (سايكس بيكو) ..
لن تسقط دمشق، رغم هول المفاجأة، إذ تحسَّبتْ للحربةِ القادمة من العدو في الأمام، لتجد نفسها تتلقى الطعنات من العدو و (الصديق) ومن كل الاتجاهات..
لن تسقط دمشق، كي لا يفرح جزّار قانا، ولا تنتفخ أوداج هاوي (الصيد والقنص) في شبه (الجزيرة)، بل تنقبض أساريره بتكشيرة ينبعث منها الغاز..
لن تسقط دمشق، ولن تندثر عن وجه الأرض مدينة لا تزال تفتخ صدرها لكل عربي في ذروة عصر الــ (أنا أولاً).
لن تسقط دمشق، وستصمد أمام زحف حفاة العقول وفضائيات أولاد الأفاعي.
لن تسقط دمشق، لأن في سقوطها نهاية عنفوان العروبة في المشرق، كما كان سقوط (غرناطة) نهاية العرب في بلاد الأندلس.
لن تسقط دمشق، ولن تقوى على الاستسلام، لأن عاصمة الأمويين هي مشعل العروبة الأول، والأخير، الذي يجب أن يبقى كالخميرة.. حتى إذا ما وجدت هذه الأمة الضالة طريقها ولو بعد حين، أضاء لها الدرب لتستعيد أمجادها وتكتب بالنور حروف رسالتها الخالدة
ســـــــــــــــورـــــا بــــــخـــــــيـــــــــــر.