نسيم الروح المدير العام
الجنس : العمر : 39 المساهمات : 2761 نقاط : 6443 الميلاد : 30/01/1985 التسجيل : 23/07/2009 السمعة : 36 sms :
بطاقة الشخصية الساعة الآن::
| موضوع: سوريا: ماذا بعد الثورة؟! السبت ديسمبر 24, 2011 2:06 am | |
| هناك العديد من المؤشرات تدل على أن ما أطلق عليه "الثورة السورية" هو في طريقه الى الإنحسار، المواقف الدولية الآن بإتجاه المزيد من المرونة نحو السلطات السورية، بعض سفراء دول الصف الأول في المواجهة عادوا الى دمشق بأنوف تفيح منها رائحة "البصل"، روسيا الآن بصدد تقديم مبادرة تدين العنف من جميع الأطراف، و الجامعة العربية فهمت الرسالة السورية و تتماهى معها بحذر منعا لنقمة السوريين، المبادرة الموضوعية الوحيدة المطروحة حاليا هي المبادرة العراقية التي نأمل أن تفضي الى شرارة بدء حوار وطني حقيقي لا يستثنى منه الا من باع الوطن "بثلاثين من الفضة"، أما تواجد المتظاهرين (أقصد المحتجين الحقيقين) في الشارع فلم يعد مادة ساخنة، فزخم المظاهرات المطلبية قد تراجع بعد أن إقتنع الكثيرين منهم بحتمية الحل السياسي، فبالتالي تراجع فيض مقاطع الفيديو لدى محطات البترودولار، و يستعاض عنها الآن بأفلام قديمة بعضها مفضوح لحد الإسفاف، لدرجة أننا نرى الآن في بعض الفضائيات "مظاهرات صيفية" في عز البرد! على الأغلب فنهاية البداية ستكون في شهر شباط-فبراير القادم بعد الإنتخابات التشريعية و التي ستكون برأيي مقياسا لمدى نجاح السلطة في التماهي مع المطالب الإصلاحية و نزع فتيل الأزمة و لو مؤقتا بإنجاز إنتخابات تشريعية ناجحة و شفافة، تهدئ السوريين لحين تبيان الخيط الأبيض من الأسود. كما قلت سابقا، فهذه فقط نهاية البداية، حينها سيطرأ سؤال كبير ينتظر كل سوري، معارض و موالي في الداخل أو في الخارج: ماذا بعد؟! لو قيض لسوريا أن تنفض عنها غبار معارك الشهور الماضية، السياسية منها و الأمنية، فالجميع في هذه الأيام يرتجي عودة الأمان و الإستقرار الى الأحياء و المدن جميعا، و في الوقت ذاته هناك سيل من الآمال و التطلعات و التمنيات و المظالم يتجمع وراء السد (الإصلاحي) حتى يكاد ينضح بها، و ما أن تنتهي الإحتفاليات (العفوية منها و المنظمة) فسرعان ما سيسيل فيض هذه المطالب، فما يثار الآن عن الحريات و التعددية ما هو الا أول الغيث، فالشعب لا يشتغل "سياسة" و لا يسكن في "التعددية" و لا يطعم أولاده "ديموقراطية" و لا يتعلم في "مقرات الأحزاب"، بل هناك حاجة ملحة للإستفادة من الموارد (بالقرش) لا بل و تطويرها لسد احتياجات البشر من مأكل و مسكن و تعليم و عمل ، و سيلقى على عاتق كل مسؤول عن كرسي وظيفي مسؤولية سد هذه الإحتياجات و في نفس الوقت تحقيق التطوير و التنمية، لكن هذه المرة لن يكون هناك تراخ، و من سيحاسب سيكون الشعب نفسه! لذلك، نأمل جميعا أن يكون المشهد قد تبلور في ذهن حاملي قرار الوطن و ممثلي الشعب، من الموجودين الآن، و ممن سيتطوعون للعمل العام في المجلس التشريعي القادم و وزارات الدولة في القريب العاجل، فالمهام جسام و الموارد لم تزد بل تناقصت بفعل الأحداث، و إعادتها الى سابق عهدها سيتطلب عمل دؤوب و فكر منفتح، النتائج يجب أن تكون سريعة و مقنعة لمن تغاضى عن مطالبه إلى حين و عاد الى بيته، لكن ما هو مؤكد بأن الشعب السوري لن يرض في المرحلة القادمة بأقل من "الأفضل"! 20/12/2011 جورج رينه | |
|