احلام مستغانمي.. صوت العقل ايام الازمة الكروية الجزائرية المصرية

يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم





ضحكت إسرائيل ملء شماتتها وهي ترى الجزائريين والمصريين بسبب مباراة كرة قدم يفتكون ببعضهم بعضاً ويحرقون الأعلام ويهتفون ويدمّرون المنشآت ويتراشقون بالكلام الجارح ويُشهرون السكاكين كما لم يفعلوا معها

ماستطاعت أن تخفي أمنيتها بأن تكون هناك مباراة بين ( حماس ) و ( فتح ) فتنتهي بنهايتها القضية الفلسطينية

عن بُكرة أبيها ’ فاليوم أصبح للعربي عدوٌ بديل يواجهه في ساحة الملعب لا في ساحة المعركة ‘ هو العدو العربي

بالذات الذي يُستقبل على أرض عربية بالتجريح والإهانات والحجارة ذات النوايا القاتلة فيردُّ بلسان أجداده الجاهلين

(( ألا لا يجهلن أحد علينا ...... فنجهل فوق جهلنا الجاهلينا ))

لقد فضحت مباراة مصر والجزائر عوراتنا للعالم وأثبتت أننا لم نغادر ضواحي التاريخ ففي أعماق كلّ عربي ينام جد

جاهلي لا يستيقظ رافعاً سيفه إلا لمواجهة قبيلة أخرى ولايُبدع في الهجاء إلا عندما يتعلق الأمر بأبناء عمّه وعشيرته

وكما في الجاهلية تنتهي المعاركة , لكن الأحقاد تبقى دفينة لأجيال , شياطين الفتنة والعفاريت التي خرجت من الفانوس السحري للكرة , يصعب ردّها حيث كانت , لقد أصبحت بعدد سكان مصر والجزائر . مئة وثلاثون مليون عربي خرجوا عن طورهم ولا مطلب لهم إلا هزيمة الآخر وإهانته , ربما احتجنا إلى جيش من علماء النفس والإجتماع لفهم مكمن الحقد الدفين الذي يحمله كل عربي لعربي آخر على الرغم من إيماننا جميعاً بالعروبة ,لقد نجحت تسعة منتخبات أوروبية تمثّل تسعة بلدان مختلفة في لغتها وتاريخها في أن تتأهل إلى كأس العالم من دون أن نسمع أو ننتبه إلى مباريات تصفياتها

( حتى عندما ضمنت إحداها تسجيل هدفها الحاسم بيد أحد اللاعبين لا بقدمه ) بينما قطعت مباراة مصر والجزائر أنفاس الكرة الأرضية في إنتظار المواجهة الحاسمة واستدعى حفظ الأمن في السودان إلى نشر 15 ألف شرطي

وربما احتجنا في المستقبل إلى رجال القبعات الزرقاء للفصل بين الأخوة الأعداء في غزوة (( المريخ ))

فيوم كانت لنا قضايا كبرى نهتف بها ونموت لأجلها وكانت لنا سواعد تصنع نصرنا كانت الكرة مجرد كرة تتقاذفها أقدامنا ........ اليوم نحن نضخم الأشياء الصغيرة بعد أن صُغر ماكان كبيراً في حياتنا , إن المؤامرة أكبر من أن نَعيها لاننا داخلها ولأننا وقودها , كما تذهب الفراشات نحو رحيقها وقعنا بسذاجة في شبكة عنكبوتية بخيوط إسرائيلية غير مرئية لقد حققنا لإسرائيل في أيام , أمنيات تتجاوز أحلامها الأبدية منذ نصف قرن ذهبنا حتى إعفائها من شرّ حرب أصبحنا نخوضها نيابة عنها , وفي إمكانها أن تتفرّغ تماماً بعد الآن لبناء المستوطنات وتهويد القدس,

بالمناسة في اليوم نفسه أعلنت إسرائيل عن بناء 900 وحدة إستيطانية جديدة في القدس الشرقية مرّ الخبر في شريط صغير أسفل الشاشة التي كانت تنقل المباراة....... هل قراتموه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم.............