المـعـاميـر
موقع قرية المعامير: -
قرية المعامير هي إحدى قرى جزيرة سترة، وتقع على شارع مجلس التعاون، وهي مقابلة لقرية العكر، وقريبة جداً من خزانات شركة نفط البحرين. موقع قرية المعامير على خريطة البحرين .
سبب التسمية: -
يذكر أجدادنا وآبائنا في المعامير بأنهم كانوا قديما يسكنون منطقة عسكر وبعض منهم كان يسكن في منطقة تسمى الفارسية وهي قريبة جداً من شركة المنيوم البحرين ولعناء المعيشة في ذلك الوقت ونظراً لبعد هذه المنطقة عن باقي مناطق البحرين ولنشوب بعض الخلافات مع أهالي القبائل الأخرى اتخذوا قرارهم بالرحيل إلى منطقة أخرى من مناطق البحرين. وجاءوا إلى هذه المنطقة بقيادة رجل يدعى غنام وهو من عائلة آل يعقوب المعروفة إلى الآن, وقام هو ومن معه من الرجال بتعمير هذه المنطقة، فأطلق عليها اسم المعامير.
تاريخ القرية: -
كان عدد بيوت القرية في تلك الفترة لا يتعدى خمسة عشر بيتاً فقط، وفي كل بيت يقيم مجموعة كبيرة من الرجال والنساء، وكان أهل المعامير يشتهرون في تلك الفترة بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ. وكان الأهالي يعملون تحت أمرة نواخذة كبار من نفس القرية، أمثال النوخذة علي بن هلال، والحاج حسين بن عباس، والحاج عبدالله بن عباس، والحاج علي بن متروك الذي توفي في البحر نتيجة غرق القارب الذي يبحر فيه، وكذلك الحاج مدن بن الطيف.
مخاتير القرية: -
بعد وفاة غنام (كبير القرية آنذاك)، تزعم القرية أحد كبار النواخذة، وهو الحاج عبدالله بن عباس، وجاء بعده أخوه الحاج رضي بن عباس، حيث كانت القرية تعيش تحت أمرة واحدة، وكانت للحاج رضي السيطرة على القرية ولا يختلف اثنان عند كلمته، وكان له الحق في التدخل في حل جميع مشاكل القرية سواء كانت صغيرة أم كبيرة، حتى في الصلح بين الزوج وزوجته، وكان الرجال في ذلك الوقت يتزوجون بأكثر من واحدة، حتى أن بعضهم وصل إلى أن الأربع زوجات يجتمعن في بيت واحد. وكانت المهور في تلك الفترة بسيطة جداً، وكانت العادة في الزواج أن يقوم أهل الزوج بدعوة أهل القرية جميعاً لوجبة الغداء والعشاء. وبعد وفاة الحاج رضي جاء أخوه الحاج ابراهيم بن عباس وكان أكثر من أخيه حزماً في حل الأمور، وقد عينته حكومة البحرين في عهد الشيخ سلمان مختاراً رسمياً للقرية. وبعد وفاة الحاج ابراهيم بن عباس تم تعيين الحاج حسين بن ابراهيم بن عباس مختاراً للقرية وقد كانت له أفضال كبيرة على القرية.
المعامير وبرميل الصل: -
عندما أنشئت شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو) كان لها كبير الأثر على القرية وأهلها، حيث أن قرية المعامير أقرب منطقة للشركة. فقد قام الكثير من أهالي المنطقة بالتوجه إلى الشركة للعمل بها، ولكن الشركة كانت ترفضهم، وحين بدأت الشركة في إنشاء جسر يربط بين عملها في سترة وعملها في الشركة احتج أهالي القرية على هذا المشروع، حيث أن الجسر سوف يعيق حركة السفن والقوارب الخاصة بأهالي المنطقة، فما كان من إدارة الشركة إلا التوجه إلى كبار القرية للتشاور معهم حول هذا المشروح وإبداء الإستعداد لتنفيذ جميع مطالب أهل المنطقة، وبالفعل تم وضع الشروط، ومنها أن تقوم الشركة بتزويد جميع البحارة كل على حدة بعدد اثنين درام صل، وهو مادة خاصة لدهان القوارب، وتزويد بيوت القرية بالماء، وأن تكون الأولوية لأهالي القرية في التوظيف بالشركة. وقد قامت الشركة بتنفيذ بعض الشروط ولم تفي ببعضها، ولكنها قامت بإنشاء مدرسة ابتدائية في المنطقة سميت مدرسة المعامير ثم أهدتها لوزارة التربية والتعليم فيما بعد، وقامت كذلك ببعض حنفيات الماء في القرية وليس في المنازل وعددها أربع فقط.
تاريخ التعليم في القرية: -
حظي التعليم في القرية باهتمام كبير من قبل الأهالي منذ البداية، حيث كان أهل المعامير يتلقون تعليمهم في مدرسة سترة، وكانوا يذهبون سيراً على الأقدام لعدم وجود مواصلات في تلك الفترة، وكان من الجيل الأول في التعليم المرحوم الحاج محسن العصفور والحاج أحمد الحاج يوسف والمرحوم الحاج محمد تقي وحميد الشيخ علي والحاج حسن الحاج علي آل أحمد والدكتور الشيخ علي العصفور.