في" السقوط" التي ستعيد دريد لحام الى المسرح بعد 18عام ..مخرج العمل : سنرصد سقوط العالم العربي ونظرتنا تشاؤمية

دريد لحام "المسرح لا يقود إلى انقلابات عسكرية"
أكد المخرج علاء الدين كوكش أن مسرحية "السقوط" تم تقسيمها إلى عدة لوحات لتستوعب كل الأفكار التي أراد الكتاب طرحها فيما نفى فيه مدير إنتاج أن تكون عودة الفنان دريد لحام إلى المسرح سببها إغراءات مادية.

وتمثل المسرحية في تسع لوحات كل واحدة منها تنقد موضوعاً معيناً وتعبر عن فكرة معينة ويربط هذه اللوحات رابط عام وتبلغ مدة العرض بين الساعة ونصف ساعة والساعتين.

وسيكون انطلاق العمل من الدوحة لكونها عاصمة الثقافة العربية هذا العام وستقدم في قطر 5 عروض ثم 4 عروض في الكويت ثم القاهرة ودمشق وربما في لندن.

كوكش "المسرحية موجهة للشعب"
وقال المخرج علاء الدين كوكش في حوار مع مجلة زهرة الخليج إن " العمل عبارة عن مجموعة لوحات ناقدة من نوع الكوميديا السياسية الساخرة على مبدأ (مسرح الشوك) الذي قدم عام 1968 وهناك للقاص الكبير زكريا تامر".

ويذكر أن المسرحية من إخراج المخرج العراقي محسن العلي وكتابة جماعية شارك فيها كل من الفنان دريد لحام العائد إلى المسرح بعد 18 عام من الاعتزال والفنان عمر حجو والمخرج علاء الدين كوكش وبعض اللوحات مقتبسة من كتاب الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط "سأخون وطني" و إنتاج شركة "إيكوميديا" القطرية .

وأضاف كوكش عن ورشة العمل في كتابة المسرحية إن "وجود مجموعة أفكار حاولنا أن نطرحها للوصول إلى عمل مسرحي متكامل ونحن نكتب في هذا المشروع وجدنا أن مشروع المسرحية المتكاملة أو الواحدة ولا يمكن أن يستوعب كل الأفكار التي نريد طرحها فتحولنا إلى مشروع آخر يكون عبارة عن لوحات درامية تعبر عن معظم الأفكار التي نود طرحها".

وعن توليه مهمة التأليف وليس الإخراج لهذا المسرحية قال كوكش أنا " ابتعدت عن الإخراج المسرحي من زمان وآخر عمل مسرحي أنجزته كان في صنعاء اليمن عام 1976 للشاعر محمد الشرفي بعد ذلك تفرغت للتلفزيون لكني على صلة بهوايتي المسرحية من خلال كتابة النصوص وألفت مجموعة مسرحية بعنوان (مسرحيات ضاحكة)".

ولفت كوكش حول عنوان المسرحية " السقوط " إلى أنه " بلا شك عنوان تشاؤمي نأمل من خلاله أن نقدم نجاحاً للحركة المسرحية في العالم العربي والمقصود به هو سقوط العالم العربي الذي بات في أسوأ حالاته إذ نتعرض للزوايا السوداء الراهنة ونتحدث عنها بهذه النظرة التشاؤمية هذا بغرض النهوض والاستيقاظ لعل وعسى أن تسهم المسرحية بشيء ما".

وقال كوكش عن ما تقدمه المسرحية من جرأة "الواقع سيء جداً مع هذا ليس في إمكان الواحد منا أن يرى ويصمت لذا نحاول قدر الإمكان أن نقول شيئاً فالفن هو المعبر عن حاله وفي الوقت نفسه هو محاولة تحريض أو تأكيد نقاط معينة".

وأضاف كوكش نحن في المسرحية " نتناول كل الأوضاع العربية الآن, ولكن بالتلميح وليس بالتصريح كأن نتحدث عن بلد أو نظام معين ولأن جمهور المسرح ذكي فهو يكتشف ما نريد إيصاله إليه".

وأوضح كوكش أن المسرحية موجهة "للشعب فعندما تضع الناس أمام واقعهم وتسلط الأضواء على جوانب ما اعتقد أن هذا شيء كاف ثم إننا لا نحاول أو نعمل على تحريض الناس على القادة بل على الواقع السيئ الذي يعيشونه وكما هو معروف ليست مهمة الفن إيجاد الحلول بل زرع الحماسة والوعي وهذا في حد ذاته أمر ايجابي".

الطائي "الإغراءات المادية ليست سبب عودة دريد لحام غلى المسرح"
من جهته نفى مدير الإنتاج في شركة "إيكوميديا" عدي الطائي ما جاء في "مانشيت" إحدى الصحف تحت عنوان (محمد الماغوط يعيد دريد لحام إلى المسرح في السقوط) متسائلاً "كيف للماغوط أن يعيد دريد إلى المسرح وهو متوفى وهذا عنوان من باب الإثارة الصحفية والمسرحية فكرتها الأساسية لهاشم السيد الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة وهي تأليف جديد قام به علاء الدين كوكش ".

وقال الطائي عن عودة دريد لحام بعد اعتزاله بسبب الوقوف على خشبة المسرح قد أصبح مجهداً له إن " ما شاهدته أن دريد لا يزال يتمتع بحيوية الشباب وبدا لي هذا الرجل وهو يستعد للمسرحية أنه شاب في منتصف الثلاثينيات وكله حيوية ونشاط".

ونفى الطائي أيضاً أن تكون عودة لحام سببها الإغراءات المادية "هذا كلام هراء ولو كان الأمر كذلك لعاد دريد إلى المسرح من زمان وما أعاد دريد إلى المسرح ليست الإغراءات المادية بل النص بعدما لمس أن لديه فريقاً جيداً لتقديم عمل مسرحي ".

وأشار الطائي إلى أن "هناك فكرة لمشاركة بعض الممثلين من بعض الأقطار العربية وليس من قطر واحد" لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه " لم توضع في الاعتبار مسألة الربح والخسارة إنما أردنا أن نرى المسرح الذي كان مزدهراً في الستينات والسبعينات والثمانينات أن يعود ولكن بشكل آخر لأنه لا يزال هناك مرتادون للمسرح من الجمهور ونحن ننظر إلى الأمر من الناحية الإستراتيجية وليست الآنية".

لحام "أستطيع أن أجزم أن العمل سيلقى نجاحاً باهراً وصدىً واسعاً في الشارع العربي"
ومن جانبه قال الفنان دريد لحام عن الموضوعات التي ستعالجها المسرحية "تدور أحداث المسرحية في مشاهد عديدة ترصد بأسلوب ساخر الخلافات العربية وتوضح مواطن الضعف في الأمة العربية وأسبابها وتجسيد بعض المشاكل التي تعانيها بأسلوب كوميدي".

حول عودته بعد انقطاع دام 18 عام عن المسرح في مسرحية "السقوط" قال لحام إنه " في هذا العصر الذي يلعب الإعلام فيه دوراً مؤثراً للغاية أصبحت الكوميديا السياسية بما تستعرضه من أطروحات ذات تأثير كبير في قطاع عريض من الناس حيال المشاكل التي تعانيها الشعوب بعد أن أصبحت الكوميديا من الألوان المحببة إلى قلوب الجمهور ويقبل عليها أكثر ومن هنا يأتي نجاح مثل هذه الأعمال في تبسيط الأفكار وتوصيلها إلى المتلقي خاصة أن معظم الجمهور من شريحة الشباب".

وتوقع لحام أن يكون الإقبال الجماهيري على المسرحية كبير " أستطيع أن أجزم أن العمل سيلقى نجاحاً باهراً وصدىً واسعاً في الشارع العربي نظراً إلى جدية الموضوعات وقوة الأحداث التي سيتناولها والتي تعالج بعض المشاكل العربية المعاصرة حيث إن المسرح يعد من أهم سبل التواصل الإنساني لقوة تأثيره في المشاهد وقدرته على اقتحام عقل ومشاعر المتفرج كما أن المسرح الذي يعتبر أبا الفنون يؤدي دوراً فاعلاً في تشكيل ثقافة الشعوب وصياغة وجدانهم".

ويعتبر لحام أن " هذا العمل نقلة قوية في مشواري الفني إذ يصب في بوتقة الأعمال المسرحية الجادة التي نفتقدها كثيراً فالمسرح الجاد هاجسه الإبداع ودفع الإنسان إلى التكامل الأخلاقي والجمالي من خلال بناء الصورة المسرحية المؤثرة كما أن المسرح الجاد من الممكن أن يكون منبرا يناقش كل مشاكلنا الاجتماعية ويساعد على طرح الحلول لها".
وعن تأثير مسرحية " السقوط" أكد لحام أن " المسرح لا يقود إلى انقلابات عسكرية بل إلى تغييرات ما قد تكون في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي وهي تزرع فكرة ما لدى المتلقي لكن لا يجب أن ننتظر نتائج سريعة بعد العرض المسرحي إنما هو يزرع فكرة ما قد تترجم في حركة تنويرية وتغييرية نحو الأفضل في كل الحالات".

يشار إلى أن آخر عمل مسرحي قدمه الفنان دريد لحام هو مسرحية (صانع المطر) عام 1992, ليعلن بعدها اعتزاله المسرح، بسبب ما قاله حينها عن الأعباء المرهقة للعمل المسرحي.

ويذكر أن شركة (إيكو ميديا) التي ستنتج مسرحية (السقوط)، هي شركة إنتاج قطرية مملوكة للكاتب والباحث القطري هاشم عبد الرحيم السيد وقد بدأت مشوارها الإنتاجي بمسلسل (سقوط الخلافة)، الذي كتبه يسري الجندي وأخرجه محمد عزيزية، وعرضته عدد من المحطات العربية في رمضان

اهلا بك جانيستا

اسعدني مرورك

» دريد لحام وغسان بن جدو في شوارع دمشق
» سوزان نجم الدين: أتمنى أن تجمعني تجربة فنية مع القدير دريد لحام
» دريد لحام وياسر العظمة لأول مرة في مسلسل لعباس النوري
» دريد لحام: عزمي بشارة كذاب يلبس لبوس الشيطان
» دريد لحام يرد:زيارة القذافي لمنزلي بسبب اعجابه بأعمالي