بقلمي المتواضع :حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر

بعث الله تعالى نبيه محمدا، حاملا معه رسالة الإسلام و السلام، و قد عمل طوال فترة دعوته
على إرساء مبادئ راقية حلت محل القيم الجاهلية التي كانت سائدة عند العرب، و لعل مبدأ العدالة كان من أبرز ما سعى الرسول و الصحابة إلى تكريسه و ترسيخه
و قد تجسد هذا المبدأ بالدرجة الأولى عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله
و تبلور من خلال مواقف عديدة عاشها هذا الصحابي الجليل أشهرها على الإطلاق قصته مع رسول كسرى الذي سأل عن عمر بن الخطاب في المدينة فدله عليه أصحابه ليفاجا الرسول بأمير المؤمنين نائما نومة هنيئة تحت ظل شجرة ، يرتدي ثيابا بسيطة بالية حتى انه لم يفرق بينه و بين رعيته فقال قولته الشهيرة:" حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر"
و قد لخص الشاعرحافظ إبراهيم هذه الواقعة في قصيدته الآتية:

و راع صاحب كسرى أن رأى “عُمرا”
بين الرعية عطلا وهو راعيها

وعهده بملوك الفرس أن لها
سورا من الجند والأحراس يحميها

رآه مستغرقا في نومه فرأى
فيه الجلالة في أسمى معانيها

فوق الثرى تحت ظل الروح مشتملا
ببردة كاد طول العهد يبليها

فهان في عينيه ما كان يكبره
من الأكاسر والدنيا بأيديها

وقال قولة حق أصبحت مثلا
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها

أمنت لما أقمت العدل بينهم
فنمت نوم قرير العين هانيها

و الأسئلة التي أريد ان أطرحها للنقاش هي :
هل من عمر بيننا هذه الأيام ؟؟
هل يوجد حاكم بإمكانه الخروج من بيته دون حراسة و ينام نومة هنيئة كنومة عمر؟؟ إن كان نعم لماذا و إن كان لا فلماذا أيضا ؟؟
هل تشعرون أن مبدأ العدالة الذي اشتهر به الدين الإسلامي مطبق و محافظ عليه في بلادنا اللإسلامية أم أننا أضعناه كما أضعنا غيره من القيم الاسلامية الحميدة؟؟؟


لكم حرية النقاش
أفيدونا بعصارة فكركم