كلاسيكو أوروبا ... تكتيكيًا

،’



السلام عليكم ورحمة الله وبركـآأته



مرايا: كلاسيكو أوروبا ... تكتيكيًا


مرايا ... مقال يُسلط الضوء على أبرز أحداث الكرة


بقلم : تآمـر سيـدو






تنطلق غدًا مباراة الإياب لكلاسيكو أوروبا - أو ديربي
أوروبا كما تقول سكاي - بين الميلان وريال مدريد على ملعب
سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية، مباراة سيُحاول الريال خلالها تأكيد تفوقه
هذا الموسم فيما سيبحث الميلان عن الثأر ورد الخسارة الموجعة في
سانتياجو بيرنابيو بنتيجة 2-0.




مباراة الغد ستكون الفرصة لأبناء جوزيه مورينهو لحسم التأهل
في صدارة المجموعة والالتفات للمعركة المحلية مع برشلونة
فيما ستكون الفرصة الأخيرة للميلان كي يُنافس على بطاقة الصدارة
وهذا لن يكون سوى بالفوز فقط وإلا فأي نتيجة أخرى تعني دخول معركة
الصراع على المركز الثاني مع الفائز من مواجهة أياكس أمستردام ضد أوسير.


حديثنا اليوم لن يكون عن وضع الفريقين أو اللاعبين بل عن المباراة
على الصعيد التكتيكي وكيف يُمكن أن تُلعب من كلا الطرفين وما هي
الطريقة الأفضل لهما بوجهة نظر خاصة للغاية.


جوزيه مورينهو .... النقطة تكفيه واللعب بـ3 محاور يبدو الأفضل










دون شك أن نقطة التعادل ستكون كافية جدًا لجوزيه مورينهو
لأنها ببساطة ستؤمن المركز الأول وتحسم تأهل الفريق وتُحافظ
على سجله الإيجابي دون خسارة وتؤكد تفوقه على الميلان خلال المواسم
الأخيرة سواء مع الإنتر أو الريال، ولهذا فمن المتوقع أن يلجأ المدرب وكما
اعتاد في مثل تلك المواجهات الى أسلوب دفاعي قوي يعتمد على التمركز
السليم والضغط القوي مع المباغتة بالهجمات المرتدة السريعة التي سيحاول
بها باستغلال فارق السرعة والمهارة لصالح نجومه.


الطريقة التي يتبعها البرتغالي هذا الموسم هي 4-2-3-1 ولكنها قد تتغير
أمام الميلان لتُصبح 4-3-2-1 بتواجد الثلاثي ألونسو وخضيرة وديارا في
الوسط خلف الثنائي رونالدو ودي ماريا خلف المهاجم المتمركز "بن زيما أو
هيجواين" وأميل للمهاجم الفرنسي لأن سياسة مورينهو الدائمة هي منح
الفرصة لمن يتألق وقد شاهدنا جميعًا تألق بن زيما أمام إيركوليس في الليجا.


اللعب بتلك الطريقة سيُوفر للريال القوة الدفاعية والسيطرة على
خط الوسط والقدرة على استخلاص الكرة بسرعة ووأد الهجمات
الميلانية قبل أن تصل للخط الخلفي وتُشكل خطورة على مرمى كاسياس
خاصة أن هجوم الميلان إن امتلك الحرية والمساحة سيكون مزعجًا وخطيرًا،
وعلى الأغلب سيلعب أحد الثلاثي الدفاعي على البرازيلي رونالدينهو ويمنع
تمريراته المُحكمة للثنائي الهجومي وكذلك سيكون الضغط القوي على أندريا
بيرلو لمنع تمريراته الطويلة في المساحات الفارغة في دفاع الريال وهذا
إن وجدت تلك المساحات.


الوضع الهجومي سيعتمد على الهجمات المرتدة السريعة عبر الثنائي
رونالدو ودي ماريا أو بديله واستغلال سرعتهما الكبيرة في نقل
الهجمة لملعب الميلان ومباغتة الدفاع قبل أن يعود لتمركزه السليم،
وعلى الأغلب سيكون الدعم من أحد الظهيرين وغالبًا مارسيلو مع أحد
محاور الارتكاز وقد يكون ألونسو بما يمتلك من مهارة هجومية.


ذلك الأسلوب التكتيكي سيُزعج الميلان جدًا لأنه سيستهلك الكثير
من قدراته البدنية والذهنية، فالتفكير سيكون بين الحفاظ على المرمى
خاليًا من الأهداف وفي نفس الوقت البحث عن هدف التقدم، بجانب أن
اختراق دفاع الريال المتكتل من 7 لاعبين لن يكون بالسهل والأهم أن
الوقوف ضد هجومه الشرس جدًا يبقى المهمة الأصعب خاصة مع الحالة
الدفاعية المتواضعة لنسخة "روسونيري أليجري".







مورينهو قد لا يلجأ لهذا الأسلوب، قد يلعب بنفس الشكل الحالي 4-2-3-1
خاصة مع إصابة لاس وغيابه عن اللقاء ... هنا سيُكلف أوزيل ودي
ماريا بأدوار دفاعية مهمة تتمثل بالضغط على لاعبي وسط الميلان خاصة
بيرلو لأن محوري الإرتكاز "خضيرة وألونسو" سينشغلا بالعمل مع مجموعة
الميلان الهجومية ومساندة الدفاع للتصدي لها.


4-2-3-1 هي سلاح ذو حدين برأيي، فربما ينجح بها بالسيطرة على
وسط الملعب وهنا ستُساعده في بناء الهجمات بالشكل المطلوب والضغط
على دفاع الميلان مثلما كان الوضع في المباراة السابقة، ولكن في نفس الوقت
إن امتلك الميلان وسط الملعب وتحرك جيدًا به فسنرى عزل لخط الهجوم
الأمامي (3+1) عن مجموعة الدفاع (4+2) وهنا سيواجه الريال صعوبة
في السيطرة على اللقاء وسيعتمد على التمريرات الطويلة من الدفاع
للثنائي رونالدو ودي ماريا في الهجمات المرتدة وكذلك البحث عن
أخطاء دفاع ووسط الميلان واستغلالها.


الخلاصة أن البرتغالي سيلعب على عدم الخسارة أولًا في سان
سيرو وإن تمكن من العودة بالفوز سيكون سعيدًا للغاية بالتأكيد
لكن المهم ألا يعود بـ0 من النقاط، لهذا سنرى كلمات مهمة في أداء
الفريق هي الضغط الدفاعي والرقابة المزدوجة والهجمات المرتدة، ولكن
كل هذا قد يتغير في حال أحرز الميلان هدفًا أو أكثر لأن لحظتها ستتغير
الصورة بحيث نرى الريال يبحث عن الهجوم والميلان من يدافع ويهاجم
بالمرتدات.



ماسيمليليانو أليجري .... لا بديل عن الفوز و4-5-1 هي الأفضل











الميلان على عكس الريال، لا يحتاج سوى للفوز في المباراة
حتى لا يُربك نفسه بحسابات التأهل المعقدة خلال الجولتين الأخيرتين،
الفوز سيؤكد بشكل كبير تأهل الفريق سواء أول أو ثاني فيما التعادل أو
الخسارة سيعقد الأمر كثيرًا ويمنح الكثير من الأمل لأياكس، لهذا تبدو مهمة
ماسيميليانو أليجري أصعب كثيرًا فهو مطالب بالهجوم القوي
للتسجيل في مرمى كاسياس وفي نفس الوقت الحفاظ على
مرماه خاليًا أطول فترة ممكنة لأن تقدم الريال بهدف يعني
ضياع اللقاء بنسبة تزيد عن الـ70% نتيجة فارق
السرعة والحالة المعنوية بين الطرفين.


أليجري أخطأ في مباراة بيرنابيو بأن اعتمد على مجموعة
تُمثل الخبرة لكنها في نفس الوقت ضعيفة بدنيًا وتفتقد للسرعة
والحيوية، هذا الأمر يجب أن يتم تلافيه في مباراة سان سيرو
وإلا فالأمر سيكون أكثر قسوة، لهذا يجب ألا يكون هناك مكان
لسيدورف وإن عاد أمبروزيني بالفعل وأصبح جاهزًا فالبدء به
هو أفضل من إشراك بواتينج لأن الإيطالي أكثر خبرة وأفضل تكتيكيًا.


الخطة التي أراها الأفضل للميلان هي اللعب بطريقة 4-3-2-1 بتواجد
بيرلو وجاتوزو وبواتينج أو أمبروزيني في الوسط وأمامهم الثنائي
روبينهو ورونالدينهو خلف المهاجم المتقدم إبراهيموفيتش وأن يبقى
باتو وإنزاجي كأوراق رابحة على دكة البدلاء.


ذلك الشكل سيُوفر للميلان زيادة عددية في وسط الملعب تساعده على
الضغط على وسط الريال وربح تلك المعركة الشرسة، بجانب أنه
سيوفر المزيد من المهارات الفردية القادرة على مساعدة الفريق
وبتواجد روني وروبينهو على الطرفي سيكون لهما مهمة زيادة مساحة
الملعب وإخراج مدافعي الريال من مراكزهم بجانب سحب محوري
الارتكاز للطرف وهنا يأتي دور بواتينج وجاتوزو في التقدم من
الخلف للأمام ودعم إبراهيموفيتش في الهجوم، وأحيانًا يحدث
العكس بأن يتحرك الظهيرين أو بواتينج وجاتوز وعلى الطرف
ويُساهم الجميع في خلخلة الدفاع ومنح الفرصة للثلاثي الهجومي
بالتحرك في عمق الملعب دون الكثير من الضغط الدفاعي.








وجود روبينهو ورونالدينهو سيساعد كذلك في الحالة الدفاعية
لأنه سيُجبر الظهيرين في الريال على الثبات والالتزام الدفاعي
وخاصة مارسيلو الذي اعتاد التقدم كثيرًا لخط الوسط في الموسم الحالي،
وكذلك سيجبر أوزيل ودي ماريا على العودة للوسط للمساهمة في
الجانب الدفاعي وبالتالي سيُترك رونالدو والمهاجم وحيدين في
الأمام وهنا تكون فرصتهما في صناعة الهجمة المرتدة أقل خاصة
مع عودة تياجو سيلفا وقدرته على التعامل مع سرعة وحيوية البرتغالي.


أليجري قد لا يلجأ لهذا الشكل وهذا المتوقع، فالبداية ستكون
بالثلاثي رونالدينهو وإبراهيموفيتش وإنزاجي كما أشير اليوم،
بداية أؤكد أن وجود إنزاجي في الهجوم بدلًا من باتو هو الأفضل
لأنه سيوفر للسويدي فرصة اللعب في مركزه المفضل "مهاجم متحرك"
ويمنحه حرية الحركة في كافة أرجاء الملعب وفي نفس الوقت سيتواجد
إنزاجي طوال المباراة داخل منطقة جزاء الريال بما يُشكل عبء كبير
على قلبي دفاعه لأن الجميع يعي خطورة الثعلب الإيطالي وقدرته
على اقتناص أصعب الفرص.


المشكلة هنا ستكون في رونالدينهو، لأن وضعه بين خضيرة
وألونسو المتميزان بدنيًا سيجعل الحياة صعبة جدًا عليه وسيقلل
من الخيارات لصالحه، لكن تواجده على الطرف الأيسر سيجعله
بعيدًا عنهما ويمنحه خيارات أفضل وأوسع خاصة أن أفضل فترات
البرازيلي كانت حين يلعب في الجانب الأيسر.


الخلاصة أن الميلان يحتاج للفوز وبالتالي مُجبر على الهجوم
لكن مع تأمين الدفاع جيدًا، الدفاع غالبًا سيكون مسؤولية
الرباعي الخلفي مع ثلاثي الوسط وفي نجحت تلك المجموعة
في دورها سيكون للميلان كلمة في المباراة لأن هجومه الشرس
قادر على إزعاج دفاع ضيفه.


أسرار وأسرار








تفاصيل صغيرة قد تُحدد مجرى المباراة بالكامل، أبرزها حركة
مارسيلو التي تُعد من أسرار قوة ريال مدريد هذا الموسم وقد
أكدت أن مورينهو بالفعل أفضل مدربي العالم حاليًا لأنه وثق
في البرازيلي ورفض التعاقد مع أي لاعب غيره ... مارسيلو
هذا الموسم يلعب في الوسط أكثر مما يتواجد في الدفاع وذلك
يعود لتأمين الخط الخلفي بتواجد ظهير أيمن هو قلب دفاع وبالتالي
يُجيد التغطية الدفاعية أي أن خطة الريال الحقيقية هي 3-3-3-1،
لهذا إن نجح الميلان في الحد من خطورة مارسيلو والضغط عليه
هجوميًا وبقوة سيحرم الريال من نقطة تفوق كبيرة.








تمريرات أندريا بيرلو الطويلة هي إحدى أهم أسرار الميلان طوال
المواسم الـ7 الماضية لأنها سلاح خطير قادر على نقل الهجمة فورًا
من مناطق الميلان الدفاعية لمناطق منافسه الدفاعية،
بيرلو هو مايسترو الوسط في الميلان والجميع يستخلص
الكرة ويُسلمها له ليقوم هو بالتمريرة الساحرة وبتواجد لاعب
مثل إبراهيموفيتش قادر على استغلالها ستزداد خطورتها خاصة
في حال نفذت الهجمة بتمريرة طويلة ثم رأسية إبرا ثم انطلاقة
رونالدينهو أو مواجهة فردية لإنزاجي ... ذلك سيناريو طُبق كثيرًا
في مباريات الميلان ولكن البعض بدأ ينتبه له بالفعل ولهذا يقوم
بالضغط القوي على بيرلو بمجرد قطع الكرة وهذا ما يجب أن يقوم به
مورينهو لحظة فقدانه للكرة وغالبًا ستُوكل تلك المهمة لأوزيل لأنه الأقرب
للإيطالي وإن نجح في مهمته سيربك كثيرًا حسابات الميلان خاصة أن لاعبي
الوسط لا يجيدون التمرير والانطلاق بالكرة بالشكل المناسب.








عودة تياجو سيلفا لدفاع الميلان مهمة للغاية لأنها ستضيف له
ميزة السرعة التي غابت عنه خلال المباريات الأخيرة، في مباراة
بيرنابيو مورينهو قام بخطوة ذكية جدًا هي تمركز هيجواين في
عمق دفاع الميلان بما منع تحرك نيستا وبونيرا لخارج المنطقة
وهنا أخرجهما من اللعبة لكن بوجود سيلفا لن يكون هذا السيناريو
لأن البرازيلي قادر على الخروج والعودة بسرعة كبيرة بعكس بونيرا
أو حتى نيستا .... لهذا أتوقع أن يعمل مورينهو على اللعب على أطراف
الملعب أكثر في مباراة الغد بحيث يُخرج بن زيما أو هيجواين خارج منطقة
الجزاء كثيرًا ليسحب معه سيلفا أو نيستا ولحظتها يكون الاختراق من
العمق بواسطة رونالدو ودي ماريا وأوزيل.


كلمة أخيرة


مباراة الغد ليست بالسهلة على الطرفين، كلاهما يمتلك
عدد من الأسلحة القادر على تهديد منافسه بها ... لا شك
أن الريال هو الأفضل حاليًا فرديًا وجماعيًا وذهنيًا ومعنويًا لكن
خسارة الميلان أمام اليوفنتوس قد تُظهر رد فعل قوي جدًا من الفريق
خاصة أن مستقبل مدربه بات على المحك، المثير في الأمر هو
اتفاق الفريقين في امتلاك خط هجوم شرس للغاية وخط دفاع جيد
لا أكثر والأهم أن كلاهما يُجيد جدًا تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة
ولهذا ستكون المهمة صعبة على أصحاب المهام الدفاعية في الطرفين
ومنهما يبدأ النجاح أم الفشل.



</FONT>،’