بنت الجسور المعلقة كبار الشخصيات
الجنس : العمر : 37 المساهمات : 973 نقاط : 2343 الميلاد : 07/02/1987 التسجيل : 30/07/2010 السمعة : 6 مزاجي : عقلية dz sms :
بطاقة الشخصية الساعة الآن::
| موضوع: المرأة أصغر من رصاصة و أكبر من معركة الإثنين يناير 17, 2011 10:23 pm | |
| لقد كثر النقاش حول المراة وحرية المراة ومكانتها و وكل مذهب او ديانة او حتى ح****** له نظرته الخاصة في هذا الموضوع ونحن كمسلمين لنا نظرتنا الخاصة لكن نظرا لما آل إليه وضعنا أصبحت لدى الكثير نظرة دخيلة سآتيكم ببعض القبسات اولا من مختلف مراحل التاريخ حول المرأة ومكانتها وكيف ينظر إليها ثم ندرج بعد ذلك إلى الأسئلة المراد مناقشتها
ستظل المرأة هي ذلك الكائن المثير, وستظل قضيتها على الدوام مثار للجدل, فلأجلها نشبت معركة (البنطال) في السودان, و اشتعلت مسألة النقاب في مصر, وفي السعودية أعفي شيخ جليل من هيئة كبار العلماء لمجرد الخوض في شأنها . وستجد وأنت تقرأ في أوراق التاريخ موضعاً للمرأة هنالك وهي التي بسببها طرد الرسول صلى الله عليه وسلم طائفة من اليهود من المدينة, و بعث الحجّاج بجيش جرّار إلى أرض (عمورية) وفي المقابل كشف لنا( يوسف زيدان) في روايته الأخيرة (عزازيل) كيف قامت الكنيسة بسحل جسد امرأة في طرقات الأسكندرية لأنها خالفتهم في شيء من قناعاتهم.
كان لشكسبير أخت أديبة بارعة لكن الحيف الذكوري أزاحها ومنعها من الوصول ككاتبة لها شأن عظيم وتناستها كتب التراجم, لكي يظل شكسبير هو شكسبير. و هاهي كتبنا وطبقات الأكابر لدينا عندما يُذكر فيها بشر الحافي على سبيل المثال فهي تذكر وبقدر من الفخر (مضغة) و(******دة) و(مخة) أخواته المذكورات بالعبادة والورع وعندما يأتي اسم محمد ابن سيرين فستقرأ حتماً سيرة أخته حفصة , وستجد ذكرالعالمة (أم الدرداء) إلى جوار أبي الدرداء.
لأجل المرأة يحرص الفقيه على العودة إلى كتب المطولات والنبش فيها حتى يعضد موقفه بأقوال وحجج بينة ظاهرة. ويفعل الليبرالي نفس الشيء عندما يقتنص من التاريخ شواهد تؤيد ما انتهى إليه من القول والاعتقاد.
غضبت المرأة و- حق لها ذلك - عندما ربط أبو الفلسفة الغربية (ديكارت) العقل بالذكورة والمادة بالأنوثة, فجعل العقلانية من نصيب الرجل واللاعقلانية حمل ثقيل تنوء به المرأة.
أما (كانط) فقد جعل للرجل حق استعبادها وقهرها لأنها تفتقر لقدرات عقلية تؤهلها لتقديم مفاهيم وتصورات علمية واضحة, وجان جاك روسو رافع شعار (الحرية والمساواة والإخاء)هو الآخر وصف المرأة بأنها عاجزة عن التعليم والتفكير فخٌلقت خصيصا لإسعاد الرجل. وعندما تعمد إلى تقليب النظر في مؤلفات الفقهاء وقد صنفوا كتاب الطهارة والصلاة والحج والمعاملات فلن تجدهم قد أفردوا كتاباً للمرأة يناسب ضآلة عقلها, فكلاهما ينهل من ذات المعين ,وطالما سرد المحدثون كالذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم وبقدر من الزهو والفخر أسماء بعض العالمات والمحدثات ممن سمعوا منهن جزءا من العلم.
وفي سبيل قضية المرأة تم تصنيف المثقفين والكتاب والأدباء , فعُّد (عباس العقاد )عدو المرأة اللدود, وولج (قاسم أمين) ساحة التاريخ من بوابة المرأة ,وحشد الشاعر العراقي ( جميل الزهاوي) عصارة إبداعه نصرة في حق المرأة, وقامت حركات نسوية في عدد من العواصم العربية والعالمية لرد الاعتبار والانتصاف للمرأة المغلوبة على أمرها وأصبحنا نسمع عن الأدب النسائي والرواية النسائية.
أما كلمة ( تحرير) تلك المفردة التي ظلت ردحاً من الزمن لصيقة بالأراضي والأوطان وتحريرها من دنس المستعمر والمعتدي, هاهم اليوم يلصقونها بالمرأة المسكينة حتى غصت بها جٌملهم وخطبهم لكي يقع في روع القارئ من أول مرة هول المعاناة التي تمر بها والأزمة التي تعصف بحياتها .
ومما يؤسف له حقا أن جل تلك المحاولات التي أرادت للمرأة أن تخرج من سجن التخلف الاجتماعي والفكري أرتكز على عدد من المعطيات و الأنساق الثقافية التي لا تنسجم مع مكونات الأمة وجذورها الحضارية والدينية ,مما جعله تغيير سطحيا وساذجا . كما أن هنالك من يٌصّر على جعل المرأة أصغر من رصاصة , ففي المقابل هنالك من يجعلها أكبر من معركة, تلك المعركة التي باتت مبهمة الأهداف ويكتنفها الغموض والريبة في أصلها ومنطلقاتها ,وستفشل حتماً في رصد وتوقع النهاية لمثل هذا النوع من المعارك , حتى أن (أسرائيل) التي استجابت سريعاً لقانون التحرر ووقفت في طليعة الدول المتحررة مازالت تعيش أتون الصراع بين المحافظين والليبراليين حول حقوق المرأة.
كانت هذه كمقدمة و اسئلتي موجهة إلى الصنفين ذكورا وإناث - لم اختيرت المرأة كموضوع للجدال عبر العصور؟ -إلى أي صنف تنتمي انت أو انت إلى من ينظرون إلى المرأة على انها أصغر من رصاصة او أنها أكبر من معركة مع التعليل طبعا. -هل موضوع المرأة يحتاج إلى كل هذا الجدال أم انه مجرد تحويل للنظار عن ما هو اهم من هذا؟
| |
|