كاتبا الدراما الشهيران ريم حنا وحسن م يوسف في حوار مع "الغائب" نجدت أنزور.. "ذاكرة الجسد, ونهاية رجل شجاع نموذجاً"

عُقدت ندوة (كاتب وموقف) الاسبوع الماضي في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة حول أساليب تحويل النص الروائي من الكتاب إلى الشاشة, واستضافت الندوة كلاً من الكاتب حسن م يوسف والكاتبة ريم حنا وكان من المقرر أن يحضر الندوة المخرج نجدت أنزور الذي تعاون مع الكاتبين في أعماله إلا أنه غاب عن الندوة لانشغاله بتصوير مسلسل (في حضرة الغياب).

وتحدث الكاتبة ريم حنا عن طريقة تعاملها مع رواية أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد) وتحويلها إلى مسلسل من إخراج نجدة أنزور, لافتة إلى أن "تصديها لكتابة سيناريو ذاكرة الجسد جعلها على مفترق طرق وكان بمثابة مغامرة كبيرة بالنسبة لها لا سيما أن هذه الرواية ذائعة الصيت وحظيت

بشهرة كبيرة, كما أنها رواية سردية ينحصر الحدث فيها في ثلاث ذروات (قطع يد خالد في حرب التحرير وعشقه لابنة قائده في الجبهة حياة وأحداث الجزائر وتداعياتها)", مشيرة إلى أن "صعوبة مهمتها كانت تكمن في تحويل الرواية إلى مسلسل من 30 حلقة سيما وأنه كان من الممكن أن تنتهي بسبع حلقات أو بفيلم سينمائي طويل لافتقارها للأحداث التي يتطلبها المسلسل".

وبينت حنا أنها "رأت أن أفضل سبيل لتحويل هذه الرواية إلى عمل درامي اشتغالها على الحدث الأكثر حرارة وشغفاً في الرواية وهو علاقة مثلث الحب المستحيل بين خالد بن طوبال وحياة والشاعر الفلسطيني زياد الذي اغتيل في 1982", مضيفة "كان تركيزي الأساسي على حرارة العلاقة وتكثيف لحظة الحب القاتل واستطعت القبض على الشحنة العاطفية الهائلة في تلك العلاقة الثلاثية واعتمدت على أجمل ما في الرواية وهو اللغة العربية الفصحى بكل ما تحمله من صور جميلة".

وعن المشاكل التي واجهتها في كتابة السيناريو لفتت حنا إلى أنها "كتبت عن المجتمع الجزائري الذي لا تعرف عاداته وتقاليده كونها لا تعيش هناك كما أن ضيق الوقت لم يسمح لها بتصوير عدد من المشاهد التي تعكس العادات والتقاليد الجزائرية التي كانت موجودة في الرواية أصلا", مشيرة إلى أن "أحداث الرواية انتهت في الحلقة العاشرة من المسلسل لذلك كان لابد من إضافة أحداث جديدة من مخيلتها ككاتبة فتخيلت وقائع حدثت في الست سنوات التي تفصل بين زواج حياة وموت حسان أخ خالد بن طوبال فقررت ملء الست سنوات بمصائر الشخصيات وتداعيات الحرب الأهلية والاستفادة من مرحلة تاريخ الجزائر وسكبها على الشخصيات بالاتكاء على مجموعة من الصراعات".

وبالنسبة لاختيار اللغة العربية الفصحى للعمل قالت حنا إن "موضوع اللهجة التي يجب أن يكتب بها العمل خلق نوعا من الارتباك بالاختيار بين اللهجة الجزائرية والفصحى ووقع الخيار على الفصحى رغم أنها كانت متخوفة منها لأن المشاهد العربي تعود على اللهجات", مشيرة إلى أن "إيقاع العمل هادئ وليس بطيء وهذا نابع من إيقاع الرواية الهادئ الرومانسي الذي يحمل كثيرا من التأمل والحب والشغف".

يشار إلى أن (مسلسل ذاكرة الجسد) عُرض في الموسم الدرامي الفائت من رمضان على عدد من المحطات الفضائية العربية, واكن من بطولة جمال سليمان والممثلة الشابة أمل بوشوشة، وتدور أحداث المسلسل حول رسام يدعى خالد بن طوبال فقد ذراعه في أثناء الحرب، يقع في غرام (حياة) وهي ابنة مناضل جزائري كان صديقا لطوبال في أثناء ثورة التحرير، ولكنه قتل في أثناء حرب التحرير الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي.

من جهته, تحدث الكاتب حسن م يوسف عن تجربته في تحويل رواية حنا مينة (نهاية رجل شجاع) إلى مسلسل وقال إن "حبه للكاتب مينة هو ما دفعه لكتابة السيناريو, لكنه فكك الرواية في كل كلمة فيها وكل شخصية ولم يترك شخصاً إلا أخرجه ووضع قائمة بالشخصيات والأحداث حتى تمثل النص الأدبي ثم نسيه وبدأ من جديد".

أما بالنسبة للتغييرات التي أدخلها على النص أشار إلى أنه "قام بتغيير بنية الشخصيات التي قدمها كشخصية لبيبة التي كتبها بطرقة مختلفة تماما عن الرواية حتى أصبحت المرأة هي بطلة القصة رغم كونها امرأة عاهرة في الرواية", لافتاً إلى أن "نهاية المسلسل مختلفة في الرواية عن النص الذي قدم على التلفزيون ففي الرواية ينتحر مفيد انتحارا أما في النص التلفزيوني يغرق في البحر على يد شخصية الزلقوط".

وتحدث يوسف عن تجربته مع أنزور, مشيراً على أنه "مخرج يمتلك عين ذهبية فهو يرى المشهد تماما قبل تصويره ويهتم بالنص ويركز على أخذ لقطات متميزة, وصنع شيء خاص به من خلال زوايا التصوير والتقاط أشياء مخبأة في النص والإضافة إليها لتعميق المعنى", مضيفاً "البعض يقول أن نجدت لا يهتم بالنص ولكن هذا أمر خاطئ لأنه حريص جداً على كل جملة في النص".

سيريانيوز منوعات

يشار إلى أن مسلسل (نهاية رجل شجاع) يعتبر من أفضل الأعمال التلفزيونية العربية التي قدمت في التسعينات, وكان من بطولة أيمن زيدن وسوزان نجم الدين, ويتحدث العمل عن شخصية مفيد الوحش ابن القرية الريفي البسيط والقبضاي والذي شحذته الحياة البسيطة والقاسية وجعلت منه شخصاً قاسي الملامح حاد النظرة, تتطور شخصيته باتجاه تصاعدي ضمن المقاومة الوطنية للاستعمار الفرنسي وفي سجون الاحتلال لتجعل منه وطنياً يحلم بالحرية والحياة, ويتحول إلى أسطورة ليتغنى الجميع بقوته وشجاعته

يعطيك العافيه

تقبل مروري البسيط

لك كل الود والاحترام

» نجدت أنزور: أحلام مستغانمي خدعتني
» الدراما الوطنية السورية.. صورة الهم القومي وبوابة عبور إلى ذاكرة الأجيال
» نجدت أنزور يبدأ تصوير مسلسل "في حضرة الغياب" حول سيرة الشاعر محمود درويش
» نجدت أنزور يحاكم "الزرقاوي" في "جنود الله" ويستعين بمارسيل خليفة في "في حضرة الغياب"
» زينة الحلاق : "ذاكرة الجسد" من أهم محطات حياتي.. وتكفيني شهادة أحلام مستغانمي