مشاهد درامية.. يا بتصيب يا بتخيب

من موقع المشاهد وليس الناقد، نحاول إعطاء رأينا في بعض المشاهد الدرامية التي تابعناها، والتي من الطبيعي أن تتراوح في مستواها وأدائها، تبعاً لعدة متغيرات، تؤثر في الصورة النهائية للمشهد.
من بين المشاهد التي لايمكن تجاهل إتقانها وصدقيتها، ما كان في المسلسل المعاصر «ولادة من الخاصرة»، إخراج رشا شربتجي، وتأليف سامر رضوان. والمشهد المقصود من بطولة الفنان سلوم حداد؛ حيث يجسّد دور رجل أعمال يملك معملاً للأقمشة،

تدور مناقشة بينه وبين أحد العاملين لديه، والذي يتهجّم بالكلام على مديره بطريقة مهينة.
ورغم كون الفكرة العامة للمشهد غير مقنعة، حيث إنَّ أحد العاملين يشتم مديره ويهينه، إلا أنَّ الصدقية العالية التي أظهرها «حداد» في المشهد استطاعت إقناع المشاهدين والتأثير فيهم. فالمشهد اشتغل بحرفية تجبر المشاهد على التعاطف مع صاحب المعمل. وبالتأكيد، هذا الإتقان ليس بغريب على فنان قدير بقامة سلوم حداد، ولا على كاميرا بمهنية المخرجة رشا شربتجي.

بالحديث عن المشاهد غير الموفقة، نشير إلى مشهد في مسلسل «طالع الفضة» -إخراج سيف الدين سبيعي، وتأليف الفنان عباس النوري، وعنود خالد- حيث يظهر الفنان يحيى بيازي مع صديقٍ له، وهما في حالة الثمالة، إلا أنَّ الدورين تمَّ أداؤهما بمبالغة واضحة، أفقدت المشهد صدقيته وقدرته على الإقناع، وجعلته يسقط في فخّ التكرار ونمطية الأدوار التي تجسّد حالة السكر.
ولكن تبقى المادة الفنية الجيدة عنصراً أساسياً مسيطراً على مختلف زوايا المسلسل الشامي «طالع الفضة»، الذي يمتاز بأسلوبه الفني التوثيقي لأحداث البيئة الدمشقية، وخاصة لحالة التعايش والتكامل الاجتماعي، التي طالما امتازت بها هذه البيئة.