حقيقة انقلاب اردوغان على سوريا

أولاً لا بد من الإشارة إلى آخر الصفقات التركية ـ الإسرائيلية

صفقة تسلح بـ4 مليارات دولار عقدتها مصانع الأسلحة الاسرائيلية مع الحكومة التركية في مطلع ايار (مايو) الحالي. الخبر أوردته صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية على موقعها الالكتروني، في سياق تقرير يؤكد أن اسرائيل تدرس مجدداً توسيع تعاونها العسكري مع تركيا، بعدما هبطت مبيعاتها من السلاح من مليار دولار الى 100 مليون خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

هذا التوجه الجديد يأتي بعدما انعطفت تركيا وبحدة عن دمشق كما عن طرابلس، علماً أن حجم التبادل التركي ـ السوري وصل في العام 2010 الى ثلاثة اضعاف ما كان عليه في عشرات سنين، أي الى 2,5 مليار دولار، فيما وصلت الاستثمارات التركية في ليبيا الى 15 مليار دولار
بكلام آخر، ان رجب طيب اردوغان ينشط في ورشة جديدة الهدف منها جر الحركات الاسلامية المسماة «معتدلة» الى مسار جديد لا مكان فيه لأي نكهة اسلامية حقيقية، أي أنه يحاول استدراج الحركات الاسلامية (انطلاقاً من تجربة العدالة والتنمية في تركيا) الى الارتماء في أحضان الولايات المتحدة والغرب، والاعتراف بإسرائيل. وهؤلاء «المسلمون الشطار» ماضون على ما يبدو في المغامرة، سعياً الى السلطة، حتى ولو تنازلوا عن كل ثوابتهم الايديولوجية. والعارفون يقولون إن أردوغان، الذي يرى أن تركيا تعتمد نموذجاً اسلامياً للدولة والمجتمع، حريص على اقناع دول المنطقة، بدءاً بمصر وتونس وسوريا وليبيا، بتقليد النموذج التركي مع مراعاة الظروف والمعطيات المحلية.

ومعنى كل هذا أن الطلاق قد وقع بين سوريا وتركيا بعد شهر عسل قصير جداً بسبب المواقف التركية المتقلبة تجاه سوريا والعرب جميعاً في خدمة إسرائيل بالنتيجة