رسالة من سوري إلى أمير قطر

فخامة الأمير أمير دولة قطر.
أراسلك برسالة علنية للعالم أجمع لعلك ترى رسالتي وتفهم معانيها وتحاول أن تعرف من هي سوريا ومن هو بشار الأسد .
بالتأكيد في رسالتي هذه لن أخرج عن القواعد الأدبية في التخاطب معك احتراماً لشعبك الذي اعتقد إنه مجبر أن يحبك ويؤيد مواقفك .
فخامة الأمير أكلمك من منطقة في سوريا هي بحجم قطر على مرة ونصف وتأكد عزيزي الأمير إني لست بوق سلطة ولست مسؤولاً في النظام الذي تحاربه بأشد الوسائل .
في السنوات الماضية أتيت إلى سوريا وشربت من مائها وجلست مع قائدها وتفاعلت مع شعبها ورأيت جمال هذه البلد وطيبة هذا الشعب وهذا التناغم الفريد الذي يعيشه أبناء هذا البلد ولعلك رأيت محبة الشعب السوري للقائد بشار الأسد .
ولقد حاولت أنت الاستفادة من سياسة الأسد ومواقفه لعلك تزرع الحب في قلب شعبك المكبوت .
وتوجهت إلى المقاومة بنية لطالما اعتقدناها في سوريا إنها بادرة خير من زعيم عربي وبالفعل نحن السوريون أحببناك لا لشيء لكن لأن رئيسنا أحبك .
واليوم نرى وجهك الحقيقي بعد أن خلعت ثوب العروبة ولبست لباس الأعراب
نراك اليوم عزيزي الأمير وقد جيشت إعلامك وأموالك وكل ما تملك لضرب النظام في سوريا وإضعافه وإجباره على تغيير سياساته .
للأسف أنت قد دخلت وورطت نفسك في لعبة لن تخرج منها إلا خاسراً .
دخلت في المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف كل العرب وليس سوريا والمقاومة فقط لكن قد أعذرك لثقافتك القليلة وعدم وعيك ونظرتك المستقبلية لمصير شعبك ودولتك.
عندما تلقينا خبر حصولكم على استضافة كأس العالم نحن فرحنا مثلكم وتناغمت مشاعرنا مع مشاعركم ولكن صدقني علمنا وأدركنا بأن هناك ثمن وبدأنا نتخوف من هذا الثمن .
واليوم أنت تعتقد إن بلادك ستستضيف كأس العالم وأنا أؤكد لك بأن كأس العالم لن يكون في قطر فعزيزي الأمير هي لعبة قد أوقعك فيها الغرب وسيخرجك منها كما أخرج أصحابك زين العابدين بن علي وحسني مبارك .
صدقني إنك أدخلت بلادك في مصير مجهول ولم تدرك أنك قد حرقت كل أوراقك بمجرد دخولك في هذه اللعبة .
فخامة الأمير القائد الذي يراهن على شعبه كالأسد هو الذي يبقى أما القائد الذي يراهن على الغرب كأمثالك هو الذي سيزول على يد الشعب أولاً والغرب ثانياً .
أؤكد لك أن الموقف السوري والسياسة السورية ليست فكر ومرجعية الرئيس الأسد لوحده بل هي فكر وموقف كل السوريين لذلك الرئيس الأسد ملتزم بهذه السياسة فنحن السوريون كرامتنا أغلى ما لدينا ولا نقبل التنازل والركوع إلا لمن خلقنا فما فائدة أن نمشي على جسر ونحن ذليلين خانعين راكعين فمن أنت لتتلاعب معنا .
عزيزي الأمير لابد أنك تشاهد الجزيرة وتوجهها بأوامرك التي استقيتها من أوامر أسيادك ولابد إنكم تكذبون الكذبة وتصدقونها .
يالكم من أغبياء قد خسرتم كل هذه الدولارات على شعب لا يمكن لأحد أن يفرض عليه سياسة الإملاء والرضوخ .
أؤكد لك ولمن معك بأننا السوريين بمعظمنا مع الرئيس الأسد في كل خطواته ونحن عندما بايعناها قائداً بايعناه بدمائنا وأرواحنا ولم نبايعه لا بالوراثة ولا بالحملات الانتخابية الضخمة .
لكي تطمأن أنت بمشروعك التآمري قد استطعت أن تجند بعد المرتزقة وشهود العيان الذين يقطنون بجانبك وأن ابتعدوا قليلاً عنك فهم في هامبورغ .
وللأسف أنت جندت أغبى الناس وأقذر الناس ولم تعلم أن هؤلاء الناس هم إن كانوا سوريين فهم كانوا بيننا مهربين ومجرمين وحثالة المجتمع فمن هم ليتظاهروا ولتلبى مطالبهم بحرية البالتان وغيرها .
ولا ننكر إن في بلادنا خرج بعض الناس أصحاب المطالب المحقة والذين عادوا لبيوتهم وأعمالهم بعد أن لبيت مطالبهم .
وصدقني الأزمة في سوريا انتهت منذ بدايتها وبمجرد كشفها لكننا نخوض حرب استنزاف لتطهير بلادنا من أنجاسك وحثالتك التي أرسلتها أنت وشركاؤك إلى بلادنا

فلتطمأن فخامة الأمير هذا المشروع قد زادنا تلاحما وتكاتفنا مع قائدنا ومع سياستنا التي لن نحيد عنها يوماً .
ومهما بذلت من جهود في التجييش والتحريض فلن تنفع مع شعب أبي مثل شعبنا .
أؤكد لك أن أصغر سوري لدينا لديه من الوعي ما يفوق وعيك ولديه من الثقافة ما يجعلك تغرق بماء الجهل .
ننتظر فخامة الأمير اليوم الذي نراك فيه تطير عن كرسيك وتقطن في أحد المنافى التي سترسل عليها .
إعلم يا أمير إن شعبك لن يبقى صامتاً وستنقلب المعادلة وستكون أنت المجهول فيها .
ومهما صمت شعبك فأنه سينتفض ليزيل عنه آثار الذل والخنوع الذي أغرقته به .
فشعب قطر هو من الشعب العربي ومهما بقي هذا الشعب نائماً أو غافلاً فإنه سيستيقظ بثورة تقتلعك من جذورك وبالتأييد الكامل والدعم المطلق منا .
ولابد منا أن ندعوك لتلقي النظر على صور شهدائنا الذين مهدوا لنا الطريق لأن نبقى على مواقفنا وسياستنا ومبادئنا التي نعيش لأجلها.
عاشت سورية وعاشت الشعب القطري بدون أميره .